بداية ما هو الإضراب العام.
هو الامتناع عن العمل ورفض الموظفين للذهاب إلى دوائر الدولة، والمدارس والجامعات والمصانع والمعاهد، مع إغلاق كل الأسواق والمحلات التجارية والأفران. وامتناع سائقي السيارات العامة والخاصة ومحطات الوقود وسيارات الأجرة في داخل المدن وخارجها. طبعا من الأفضل أن يخرج الناس إلى الشوارع لعمل مظاهرات واعتصامات.
قبل أن أتكلم عن الإضراب اسمحوا لي بالاعتراف بنقطتين هامتين جداً
النقطة الأولى: إن النظام السوري الفاشي قد تجاوز كل الحدود والممارسات القمعية وقد سبق بذلك النازية والصهيونية، ويضاف إلى ذلك لعبة سياسية يتقن أدوارها بشكل جيد، مما يؤخر أي عمليات ضغط دولية عليه
النقطة الثانية: إن سقوط النظام في سوريا أصبح مؤكداً لا محالة خاصة مع اتجاهه في الفترة الأخيرة للعب على حبل الطائفية الكريه وهذا الحبل بالتأكيد سيؤدي إلى نتيجة حتمية هي سقوط النظام ولكن النظام يأمل بأن ينجح بتقسيم البلاد وبالتالي يستولى على جزء من البلد.
ولكن ... ولكن ...... مازال هناك بشر خائفة.
والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا الخوف..
والجواب كما يخبرني البعض: "شمس بلادي وبعرفها ناقصنا بهدلة واعتقال وقتل"، وأنا لا أنكر هذا الشيء ولكن الخوف له حدود، فمن غير المعقول أن يتم عملية إبادة في درعا ثم في حمص ثم في تلكلخ والناس مازالت خائفة، مع العلم بأن الدور على كل المدن السورية وما حصل البارح في درعا وحمص يحصل اليوم في تلكلخ وغدا في مدينة أخرى وبإذن الله لو وقفنا وقفة واحدة فسنحمي أنفسنا وأهلينا من تكرار هذه المجازر.
على كل حال الآن حان دور الخائفين لكسر حاجز الخوف بعملية بسيطة وسهلة جداً. ألا وهي الإضراب العام المحدد يوم الأربعاء 18 أيار والذي سيكون ليوم واحد فقط وليس لعدة أيام وبالتالي فإن الكل مدعوون للمشاركة فيه من كل الفعاليات والطبقات الاجتماعية.
فلو كنت صاحب أعمال حرة "شورك من راسك" مهني أو صاحب محل أو صاحب مكتب أو صاحب عمل خاص فالمهمة سهلة جداً لا تذهب للعمل بكل بساطة يوم الأربعاء.
المشكلة ستواجه بالتأكيد الموظفين سواء كانوا موظفين دولة أو موظفي قطاع خاص، والحل بسيط جداً أو بالأحرى هناك جملة حلول، سأعرضها لكم دفعة واحدة وأنتم قرروا أي حل يناسبكم أكثر:
1. طبعا قمة الشجاعة أن تتغيب عن عملك بدون إذن مسبق أو إجازة أو أي تبرير، ولكن هذه الطريقة قد لا تناسب الجميع لافتقادهم الشجاعة.
2. تقديم طلب إجازة أو إذن قبل يوم من مديرك بشكل مباشر لأي سبب ولكن ليكون السبب وجيه ومقنع.
3. تبرير الغياب بأي حجة أو ذريعة مثلاً تعطلت سيارتك لو كنت صاحب سيارة ....أو لا توجد مواصلات يومها بسبب الإضراب العام، أو أنك مريض أو ما شابه ذلك.
4. تبرير الغياب بطريقة احترافية: ببساطة تستطيع الحصول على تقرير طبي من أي طبيب، والتقرير الطبي سلاح جيد ولا يستطيع أي شخص في قطاع عام أو خاص إنكاره.
5. طريقة خبيثة ولكن ناجعة وأنا بصراحة أعرف اثنين من أصدقائي موظفين في الدولة يعملون عليها منذ بداية الاحتجاجات واحد منهم من درعا والثاني من دوما، حيث قاموا بالاعتكاف في بيوتهم ومن يتصل بهم من العمل ترد عليه زوجاتهم وتخبرهم أنه تم اعتقالهم من قبل الأمن، هذه الحجة مقنعة تماما مع العلم بأن رواتبهم لم تتوقف، بالطبع لم يجرؤ مديروهم في العمل على اتخاذ أي إجراء ضدهم حتى يتبين لهم الأمر على حقيقته.
6. قد تكون هناك وسائل أخرى يمكنك استخدامها لتبرير غيابك عن عملك
الآن ما الذي عليك فعله أثناء الإضراب والعصيان المدني يوم الأربعاء.
الجواب: لديك عدة واجبات عليك عملها يوم الإضراب الشامل وهي كما يلي:
أولاً: بالنسبة للأخوة المسلمين أهم شيء صلاة الجماعة في المساجد وخاصة صلاة الفجر، فلن ننل التوفيق والنجاح بدون طاعة رب العالمين، وما يدريك لعلها تكون بداية التزامك بصلاة الجماعة بشكل دائم، وبالنسبة للأخوة المسيحيين نرجو الصلاة لنصرة قضيتنا العادلة، وكذلك باقي الطوائف والأديان ليشاركونا الصلاة والدعاء بالنصر
ثانياً: يجب إنهاك الأمن والشرطة بالإكثار من البلاغات الكاذبة عن وجود مظاهرات في مناطق هادئة نسبياً ويفضل الاتصال عن طريق هواتف عامة مثل الموجودة في المحلات والأكشاك.
ثالثاً: التنسيق مع الزملاء والمعارف لعمل مظاهرات خلال اليوم، ويساعدكم بذلك فكرة صلاة الجماعة في المسجد حيث تستطيع بعد كل صلاة عمل مسيرة أو مظاهرة يمكن تطويرها إلى اعتصام لو يسر الله الأمر، وممكن أن يتدخل الأمن لفضها عندئذ نكرر العملية نفسها في صلاة الجماعة التي بعدها.
الفكرة الرائعة في الإضراب العام أن كل الناس ستشارك فيه، وما أود توضيحه أنه عندما تخرج مسيرة في الشارع فنحن لا نرى سوى الذكور الشباب ممن لديهم القدرة على الخروج في المظاهرات، أما الإضراب الشامل فيستطيع الكل المشاركة فيه، سواء كان طفلاً بعدم الذهاب للمدرسة أو سيدة بعدم الذهاب لوظيفتها، أو آنسة بعدم الذهاب للمدرسة أو الجامعة.
الفكرة الأهم هنا هي كيف نحشد تأييد كبير لعملية الإضراب الشامل ... والإجابة كما يلي: عند اقتناعك بضرورة القيام بالإضراب والعصيان المدني قم بنشر هذه الفكرة بين 5 أشخاص من أصدقائك، وأوصي كل شخص منهم بنشر هذه الفكرة بين 5 أيضاً من أصدقائه ومعارفه، بهذه الطريقة وخلال ساعات فقط سيصل عدد المضربين إلى مئات الألوف، لأن هذه الطريقة تعتمد على سلسلة حسابية متكررة وسريعة.
في النهاية إن عملية الإضراب الشامل ليست إلا أبسط واجب من واجبات المواطن السوري هذه الأيام في مواجهة ما يرتكبه النظام الفاشي من جرائم إبادة وقتل واعتقال وسرقة وكذب ودجل على الناس، وفي النهاية فإن النظام السوري الذي بدا الآن ساقطاً لا محالة يلعب آخر أوراقه وهي لعبة الطائفية الكريهة، ولعبة إشعال حرب مع إسرائيل، ولكن بعون الله فإن ألعابه فاشلة تماماً وسيعلم الظالمون أي منقلب سينقلبون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق