قبل المسيرة سمعت الكثير من التحذيرات والإشاعات ، أولها:كان على لسان قائد الجيش الحر والذي حذر فيه من عمليات محتملة أثناء مسيرة المنحبكجية، وثانيها: وصول تسريبات عن نصائح قدمها المجرم علي مملوك لسيده بشار على ضرورة أن يكون هناك حدث مهم في دمشق يغير موقف العالم من الثورة السورية ثالثها: كانت على لسان كتيبة خالد بن الوليد التي أهابت بالمواطنين التزام البيت كونهم يسعون للانقضاض على بعض الرموز المستهدفة من أزلام النظام في مدينة دمشق.
حيث ستقوم أجهزة أمن بشار بعملية تفجير كبيرة في ساحة السبع بحرات في الوقت الذي يكون هناك بث مباشر في محاولة لقلب الرأي العام العالمي وجره إلى إدانة العنف المتبادل الأمر الذي تروج له روسيا منذ يومين وسيتم إلقاء جثة لأحد المعتقلين الذين تم تصفيتهم على أنه إرهابي فجر نفسه.
والملفت للانتباه أن شيئاً من هذا لم يحدث ومضت مسيرة المنحبكجية بسلام ، ولعب الأطفال والبنات ، وأمضوا وقتهم في ثبات ونبات، وغنوا لبشبوش أجمل الأغنيات .
فما الذي حصل حتى جعل عصابات الأسد تقلع عن فعلتها المشينة تلك ، طبعا للوهلة الأولى: نستطيع أن نقول أن الثوار حاولوا بتلك التحذيرات منع المنحبكجية من التجمع والاستمرار في حشد العشرات التي كانت مصرة على الخروج ، الأمر الثاني: الذي يمكن قوله أن المنحبكجية كانوا واعين لكل حركات وسكنات المشاركين في مسيرة المنحبكجية، مما مكنهم من منع أي أعمال غريبة في الشارع الدمشقي.
لكن التفسير الذي هو أقرب للمنطق أن عصابات الأسد وقعت في حيص بيص ، خاصة مع رؤية هذا العدد الهزيل من المنحبكجية في الساحة ، إن هي نفذت مخططها قضت على آخر منحبكجي يمكن أن يخرج مستقبلا وخاصة الذين خرجوا مرغمين ، وإن هي لم تنفذ مخططها ، ظهرت على حقيقتها من خلال المفارقة العجيبة لغياب العصابات المسلحة عن المسيرات المؤيدة ، وبالتالي يستنتج العالم أجمع أن الذين يقتلون الثوار هم شبيحة الأسد .
وفي النهاية اختار الأسد الحفاظ على البقية الباقية من المنحبكجية حتى يستطيع الاستمرار في فرض شرعيته المزيفة على العالم ، وبالتالي مقاومة أي محاولة لنزع الشرعية عنه بعد أن نزعها الثوار في الساحات والشوارع المدن والبلدات السورية على امتداد الوطن السليب.
فمن هو الرابح من وقوع هذه العصابة في الحيص بيص يا ترى؟.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق