في كل مرة اسمع عن مسيرة تأييد لسيادته ، أتذكر أيام كنا نخرج لمسيرات تأييد ( أبو سيادته) والتي كان يهدد فيها كل من لا يخرج ، ويسجل أسمائنا قبل الانطلاق بالمسيرة، نصطف مجموعات بمرافقة رجل أمن أو حزبي عضو عامل يراقب تحركاتنا وسكناتنا ويسجل ملاحظاته ويحاسبنا عليها .
نعم هناك فرق بين أيام زمان واليوم ، كنا نُسيّر كما الخرفان ،
أما اليوم فالمسيرة عفوية مية بالمية على زمة ثيادته ، والجمهور بغالبيته منحبكجية ، ما عدا الموظفين المغلوب على أمرهم في شركات مخلوف و حمشو والمعلمين وغيرهم ، وإن كنت أعدهم ضمن فئة المنحبكجية ، لأن هذه المرحلة لا تحتمل المواربة والمواراة ، لأن أخوتهم يقتلون ويذبحون، ومسؤولية دمائهم معلقة في أعناقهم .
أيام زمان كان المسلسل اليومي للمسيرات المؤيدة على مدار الشهر كل يوم محافظة ، أما اليوم فكل هذا الحشد لم ينتج عنه سوى ساحة السبع بحرات .
أيام زمان كانت الجماهير منقسمة ما بين مشارك ومتفرج فالتلفزيون الوحيد وقتها كان التلفزيون الرسمي ، وبالتالي كان (أبو سيادته) قادرا على خداع الغرب بأن له مؤيدين، وأن الشعب يحبه حتى الموت . أما اليوم فالمتفرج يستطيع أن يرى مخيرا ما يشاء و بشكل عفوي الساحة التي يحب أن يراها ويقتنع بها.
أيام زمان كان العالم مجبر على الخضوع لوجهة نظر (أبو سيادته) لأن الظروف الدولية المحيطة كان تساعده على إقناع الدول العظمى بضرورة وجوده كخيار استراتيجي للسلام، ولكن اليوم الأمر مختلف فالنظام فشل في إيصال رسالته للعالم لأنه الظرف مختلف ، والبيئة الدولية لا تساعده على الخداع ، ومن وجهة نظري هذا الحشد العفوي لسيادته أقنعني أن نهايته اقتربت ، وخاصة إذا اعتمدنا على منطق طالب إبراهيم و خالد العبود لنستخدم مربعاته في قياس مساحة السبع بحرات والتي تقدر بمئة متر مربع، ونضرب كل متر بأربعة أشخاص فيكون الحشد العفوي لسيادته لا يتجاوز (40) ألف منحبكجي وهذا لا يكفي لحماية قصر سيادته في مسيرة الزحف المرتقبة .
أتوقع أن ثيادته اليوم سوف يفكر كثير في المصير الذي آل إليه ، والزاوية التي حشر نفسه فيها ، وأستطيع أن أؤكد لكم أن زميله صاحب نظرية الجرزان استطاع في آخر محاولات الحشد العفوية لسيادته ( أبو الجرزان طبعا) حشد أضعاف أضعاف ما حشده سيادته اليوم ، وفهمكم كفاية .
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق