بالأمس القريب جمع الشبيح الكبير ثلة من المنحبكجية المتمشيخين وبدأ يلقي عليهم درسا في التربية الأخلاقية ( لأنه لا دين له ) وصرح بأن الأزمة في سوريا هي أزمة أخلاق ، والغريب في الأمر أنه وفي حضرة ما يدعون برجال الدين ذكر الشبيح الكبير سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أكثر من عشرين مرة لم يصلي عليه ولا مرة واحدة ولم يعترض منحبكجي واحد عليه ، أيضا قرأ آية من كتاب الله ليستشهد بها في سياق تغريدته الفصيحة ، ولم يذكر اسم الله قبلها ولم يتعوذ من معلمه ( الشيطان الرجيم) وبدأ يكذب ويفتري على الله وفي النهاية حاول تقاسم المسؤولية مع المنحبكجية، حول ما اسماه أزمة الأخلاق في سوريا ، وتعهد بتربية جماعته ولكن مقابل أن يتعهدوا بتربية المندسين .
وما هي إلا ساعات قليلة حتى سمعنا نبأ الاعتداء الوحشي على العالم الجليل الشيخ سارية الرفاعي عافاه الله ونصره على من عاداه، بعد أن هجم الشبيحة على مسجد الرفاعي في كفرسوسة وكسروا وخربوا وقتلوا واعتدوا على القائمين في ليلة القدر ومنهم الشيخ سارية، وقبلها المصلين في جامع الحسن ، مع أن الشيخ سارية كان يصدح برأيه المعارض لحمل السلاح على قناة الدون-يا ، وبرأيي هذا الأمر جعل من أزلام النظام وشبيحته يأمنون من ردة فعل مريديه ، وشباب الشام العدية ، ويتمادون في غيهم ظنا منهم ، أن في اعتدائهم على الشيخ ومريديه يمكن كبح جماح الثورة ، ولكن لم يدركوا ولو للحظة واحد أن الحراك الثوري لم ينتظر علماء أو مفكرين أو ساسة ليقودوا عملية التظاهر ، وإنما جعلهم يسارعون الخطى خلف الثوار ليستدركوا مصداقيتهم التي كادوا أن يخسروا منها الكثير ، وهذا ليس عيبا فيهم ، فالوهن أصاب البلاد كلها ، والهمم تحتاج أن تستنهض ، والهامات العالية تتأخر في التحرك لكن حركتها كالزلزال، يكون تأثيرها كارثيا على من حركها، وهذه هي شامك يا سوريا تستنهض جبالها الشامخة لتزلزل الأرض من تحت الطغاة ، والأيام القادمة ستكون عصيبة على من تجرأ واستباح حرمة أهل الشام الأبية ، وحمص العدية ، وحماة الفداء، وحلب الشهباء، ومعرة النعمان، وبقية مدن الحضارات المتراتبة ، فالحضارة لا تهان ، ولا تذل ، وكلكم سمعها في بداية الثورة عندما قالها رجال الشام ، أن الشعب السوري ما بينذل ، ونحنا رجالك يا شام ، ها قد حان وقت المراجل ، والمراجل تحتاج الخيول والسيوف الدمشقية ، فلنشحذ سيوف الهمم ولنتعالى فوق هامات الوطن ، نغرد بأخلاقنا ، قصيدة النصر، ونعلّم أزلام النظام معنى الأخلاق ، فتربية بشار أنتجت العهر والفساد ، وخراب البلاد ، فلن تنفع معهم الموعظة الحسنة، لأنه استباح بفتواه بيوت الله . ورجال الله ، وعباد الله .
وعباد الرحمن أبدا لا تهان ، فبعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( فإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) ، (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) .
الآن حان وقت الحصاد ، وتحرير البلاد ، من أهل الفساد ، وهذا والله وقت الجهاد، بعد أن نلنا من شهرنا خلاصة الزاد، واعتمرت نفوسنا بالايمان ، وتحرر اللسان، بدعاء الرب المنان ، بقي أن نأخذ بالأسباب ، ونتوكل على رب الأرباب، العزيز الحكيم ، الذي لا يعجزه شي في الأرض ولا في السماء.
وفي الختام أقول أن قائد اوركسترا المنحبكجية المتمشيخين قالها ولم يعي مقاله ، فالأزمة أزمة أخلاق ، فمن أوحى إليه بتلك الكلمات ، أراد أن يدينه من فمه ، وليقول للناس ، أن هذا الشبيح هو المسؤول عن كل تلك الجرائم التي ارتكبها ، لأن لديه أزمة أخلاق، هو يعترف بها.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق