هذا ما قدمته روسيا وإيران فماذا قدمتم ؟

الجمعة ينطلق مؤتمر ما يسمى أصدقاء سوريا في /قمرت/ بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة. والذي اقترحته باريس وواشنطن بهدف "ممارسة أقصى درجات الضغط على النظام السوري حتى يستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوري"، و لتقديم رسالة سياسية قوية للأسد من جهة ، ورسالة قوية للشعب السوري بأن العالم جله معهم.
 
وطبعا سيحضر المؤتمر وزراء خارجية دول الجامعة العربية والإتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وبعض الأطراف الدولية الفاعلة والمؤثرة منها أميركا والهند والبرازيل، كما يُتوقع أن تشارك فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.

كما سيشارك في أعماله مندوبون عن فصائل المعارضة السورية منها "المجلس الوطني السوري"، و"هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي"، و"المجلس الوطني الكردي السوري"، كمراقبين في هذا المؤتمر، وذلك بعد تراجع وزير الخارجية التونسي في العاصمة الإيطالية عن تصريحات سابقة له في تونس حول عدم مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر تونس.
وسيستمر المؤتمر لمدة ست ساعات، يتم خلالها إلقاء مداخلات للأطراف المعنية مباشرة بالملف السوري، على أن يصدر في ختامه بيان "قد يتضمن اعترافا بـ"المجلس الوطني السوري" المعارض، و ربما دعوة لإرسال قوات حفظ سلام عربية لسوريا، تنفيذا لقرارات الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب".
ومن حسنات هذا المؤتمر أن موسكو لن تشارك فيه، بحجة أنه "لم يتم إبلاغها لا بتشكيلة المشاركين ولا بجدول الأعمال، كما أن الهدف الحقيقي لهذا المؤتمر ليس واضحا، و الأهم من ذلك تخوفها من تشكل تحالف دولي.. لدعم طرف في نزاع داخلي ضد آخر".
وأيضا لبنان فهي مازالت ملتزمة بسياسة النأي بالنفس التي تنتهجها ".
أما الصين فلن تحضر الاجتماع لأن موقفها ثابت خلف حليفتها روسيا.. بالرغم من متابعتها الوضع عن كثب ".
وهؤلاء الدول قد استبقت المؤتمر بتقديم رسائل سياسية قوية لمساندة لبشار؟..
 ألم يشاهد العالم بأعينهم البوارج الروسية التي قدمت كل ما من شأنه إبادة الشعب السوري، وقبل ذلك الفيتو الذي حمى هذا الطاغية من أي إجراء في مجلس الأمن؟..،
 ألم يلحظوا أن إيران تقدم المقاتلين و العتاد اللازم للقضاء على ما تبقى من الشعب الثائر؟.، وتحمل المعتقلين السوريين بالبوارج العائدة إلى إيران، لأن السجون السورية لم تعد تتسع لأعدادهم الهائلة.
ألم يتبين العالم وقوف حزب اللات إلى جانب الطاغية وإرساله المقاتلين إلى الداخل السوري لمساعدته في القضاء على الثوار؟..
والغريب أن وزير الخارجية التونسي قد استبق المؤتمر بقوله  أن المؤتمر"لا يهدف إلى استنساخ النموذج الليبي"، ردا على التخوفات التي برزت عقب تزايد الحديث حول تحول مؤتمر تونس المرتقب إلى مؤتمر لتشريع التدخل العسكري في سوريا.
لقد اهتم الوزير التونسي بتخوفات الغرب ولم يلتفت إلى القضية الأساسية للشعب السوري.
فقضية الشعب السوري  اليوم ليست بالتعاطف الدولي ، وإنما قضيته بأنه شعب يباد ؛ ويقتل بالسلاح والحرمان ، وهو يحتاج إلى الغذاء والدواء والسلاح ، ولا يحتاج إلى رسائل سياسية قوية .
 فحتى الأكفان لم يعد يجدها أهالي سورية في حمص هذه الأيام !..
إن المال الذي سوف يصرف على الوفود المشاركة غدا لو تبرعوا به لأطفال حمص لكان أرجى لهم .
فما عساكم يا أصدقاء الشعب السوري تقدمون له غدا؟!!...
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق