المجازر والذكرى المشؤومة

مجازر الأسد الأب  تتكرر اليوم ولكن على مرأى من العالم أجمع............. و القتلة يستنسخون، و نحن هنا من قلب الحدث المتكرر الذي لطالما سمعنا به مجازر حماه1982 ، ليست صدفه بل حكمه ربانيه ، العصابة نفسها تكررها بنفس التوقيت والمكان ، فصل من فصول التاريخ يعاد ، ولكن هذه المرة ليس حماة الأبية فقط ، وإنما على كامل التراب السوري في صراع هو الأطول بين الحاكم والمحكوم على مر العصور،  صراع بين شعب أعزل و نظام همجي، فقد كل مكونات الإنسانية ، في السابق افتدت حماه سوريا اجمعها بقوافل من الشهداء تتالى بكل شموخ وعزة ؛ قد عشنا نتائج تلك المجزرة على مدى العقود الماضية.

واليوم بعد تطور الأحداث بشكل متسارع في سوريا الجريحة يحاول الطاغية إعادة الذاكرة إلى الوراء وتمثيل جرائمه ، ليذكرنا بأيام حماة 1982م.
 حتى أصبح من الطبيعي أن ترى عائلة بأكملها تذبح دون هوادة أو رحمة ، والحقيقة كنت منذ بداية الثورة أقول أن الذي يذبح طفلا بريئا لا يملك حيلة ولا وسيلة ، أو يقتل مدنياً مكبلاً ، إنما يذبح عن عقيدة ، وبأمر شرعي وليس بأمر عسكري ، لأن الجندي مهما كان دافعه ؛ لا يقتل الأطفال ، وكنت أتساءل من الذي يذبح أطفالنا ، حتى انكشف التورط الإيراني الواضح أمس من خلال الوثائق والصور، والفضائح من مختلف أنحاء المناطق التي تشهد مثل هذه المجازر الوحشية والهمجية، وهذا مؤشر على دخول الثورة منعرج خطير جدا ، إذ أننا لم نرى مثل هذه الوحشية منذ بداية الثورة المباركة ، و هذا مؤشر على المرحلة القادمة، والتي  سنسمع فيها مثل هذه القصص والحوادث المأساوية من قبل القتلة الهمجيين في جميع مناطق سوريا التي تغلي؛ ظناً من قتلة الطاغية؛ أنهم يقتلون الثورة إذ يقتلون الأطفال والعوائل الآمنة .
إن هذه الأطفال التي تذبح ليست دمى ، إنهم أطفال سوريون حقيقيون ؛ استشهدوا اليوم على يد عصابات الأسد منهم أكثر من طفل قد ذبح بالسكين !
ماذا تريدون أن تقولوا للسفاح بشار الأسد و شبيحته ؟؟!
ماذا تريدون أن تقولوا للجامعة العربية و لأمينها العام و لرئيس بعثة مراقبيها ؟؟!
ما تريدون أن تقولوا لشركائكم في الوطن والمواطنة؟؟!
ياحيف عليكم... يا أبناء موطني.... و يا أبناء جلدتي..... ويا أبناء عروبتي.... ويا أخوتي في الإنسانية ...كم من مرة قتلتموني ...ومثلتم في جثتي... بعد أن هدرتم كرامتي ....وسرقتم لقمة عيشي.... وذبحتم أطفالي.. وهجرتم عائلتي. ـ
 أنا ناهض من كبوتي ..ململماً أحزاني.. ومتناسياً خوفي.. رافعاً قبضتي.. أذود بها عن حرمتي ... مستنجدا بها إخوتي ..
صوتي هادر... سوريا يا حبيبتي.... أعيدي لي كرامتي ....انفضي عني غبار مذلتي ـ موطني... أردت أن أراك .. سامياً بخطاك .. سابحا بعلاك .. رافضاً كل فاجر، ساقطاً وعاهر .. سافلاً وماكر.. متكبراً وسافر ـ
 سوريا يا حبيبتي.....أعيدي لي كرامتي .
إن كان لديك حس إنساني يا نبيل العربي
إن كان لديك عرض أو شرف أو رحمه يا دابي
لتحركت مشاعركم لما أصبحت عليه الصورة اليوم.
فلو كانت قنبلة قد يُظَن أن الطفل قتل من غير عمد, لكن هل يمكن لإنسان أن يذبح طفلا ذبحا عمره دون السنة!!!.
نعم هي الحقيقة أنهم ليسوا بشر إنهم ذئاب أسدية..
((لقد أبكاني كل مقطع وضَعتُ عليه – أعجبني- (like)- لهؤلاء الأطفال ملائكة الجنة؛ الذين ذبحهم وحوش الطاغية وشبيحته السفلة)) فقط كي يبقى شاهدا على جرائمه.
لكن ما يبعث على التفاؤل ظهور القتلة الإيرانيين  (الذين شاركوا بقتل شعبي) معتقلين على شاشات التلفاز، إن هذه القضية  أصبحت جريمة كبيرة ، وفضيحة دولية، لا يمكن السكوت عليها .
كل هذه الأفعال الإجرامية التترية هي من أفعال عصابات الطاغية بشار
وعلوج الفرس الصفويين الحاقدين ....
و العرب شعوب وحكاما صامتين يتفرجون على ذبح أخوانهم !!.
لكن الله هو مولانا نعم المولى ونعم النصير ..
وأننا لمنتصرون بعون الله..
وانتقام الله من المجرمين والخونة سيكون مضاعفا ..
لن يرحمكم الله يا خونة .. لن يرحمكم يا متفرجين .. لن يرحمكم يا من اصطففتم بجانب الطاغية..
وكلنا يعلم أنه إذا احتدمت المعركة بين الحق والباطل حتى بلغت ذروتها، وقذف كل فريق بآخر ما لديه ليكسبها، فهناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول، والامتحان الحاسم لإيمان المؤمنين سيبدأ عندها.
 فإذا ثبت أهل الحق، تحول كل شيء عندها لمصلحتهم، وهنا يشق الحق طريقه صاعداً، ويبدأ الباطل طريقه نازلاً، وتتقرر بإذن الله النهاية المرتقبة..
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق