كل منا يتبادر إلى ذهنه أسئلة كثيرة ؟ هل هناك معارضة حقيقية للنظام ؟ ، وهل هذه المعارضة تمثل الشعب السوري بكل مكوناته؟، وهل المعارضة قادرة على بناء سورية المستقبل؟، وهل تشرذم المعارضة ظاهرة ايجابية أم سلبية؟ ، أم أن موروثات العمل السياسي في الداخل والخارج فرض تشكيلات معارضة غير متجانسة؟.
والسؤال الأهم: من الذي يستطيع قيادة العمل السياسي في هذه المرحلة المهمة من تاريخ سورية؟.
موحاتك ورؤاك السياسية؟.
ولكن أهم سؤال يسأله المعارض لنفسه: هل التكتل الذي تنتمي إليه أو الذي انتقلت إليه أو الذي اصطففت معه يتبنى جميع ط
ولكن أهم سؤال يسأله المعارض لنفسه: هل التكتل الذي تنتمي إليه أو الذي انتقلت إليه أو الذي اصطففت معه يتبنى جميع ط
أيها المعارض، من تمثل من الفسيفساء السورية؟، وما حجم وجودك ؟.
لمناقشة ذلك علينا أن نمشي خطوات قليلة إلى الوراء ومن بعدها يمكن أن نغوص بعمق في التكوين الممكن إنجازه فيما لو كانت قيادات المعارضة صادقة في توجهها المعلن والمسجل في أهدافها وإديولوجياتها المختلفة .
في السبعينات من القرن الماضي ومنتصف الثمانينات اعتمدت بعض أركان المعارضة أسلوب التغيير بالقوة عن طريق محاربة النظام وجها لوجه ، وتشكلت أحزاب وجمعيات ومنتديات كلها تنادي بالإصلاح والتغيير .
لكن النظام استخدم جميع الوسائل الممكنة لديه , في قمع تلك الأصوات وإسكاتها مهما بذل في سبيل ذلك من موارد الوطن المادية والذي انعكس سلبا على دخل المواطنين .
واستمر الحال إلى أن انطلقت الثورة قبل ستة أشهر ، وبدأ الحراك السياسي يتبلور ، ساعيا لمواكبة الحراك الثوري على الأرض الحبيبة، وبدأ تشكل كيانات معارضة في الداخل والخارج ، كان أبرزها ما تم الإعلان عنه في الأمس {الخميس (15 أيلول/ سبتمبر)} في اسطنبول التركية والذي سمي :
1- تشكيلة "المجلس الوطني" الذي يضم 140 عضوا والذي يهدف إلى تنسيق تحركهم ضد النظام السوري عبروا فيها عن وحدتهم خلف ثلاثة مبادئ: مواصلة النضال إلى حين سقوط نظام بشار الأسد، واللجوء إلى وسائل سلمية، والحفاظ على سلامة أراضي سوريا. ويقيم 60% من أعضاء المجلس الذي أُعلن عن تأسيسه في 23 آب/ أغسطس في سوريا، والباقون في المنفى، وأعلن المنظمون فقط عن أسماء 72 عضوا، وفضلوا عدم إعلان أسماء بقية الأعضاء لأسباب أمنية. وقالت بسمة قضماني، "بعد إنجاز أول شق من الاجتماعات التشاورية، قررت مجموعات شباب الثورة والحركات والشخصيات السياسية والناشطون والتكنوقراط تشكيل المجلس الوطني السوري". طبعا من المؤيدين المفترضين لهذا المجلس إعلان دمشق ، الإخوان المسلمون ، الثورة السورية ، المجلس الثوري .
2- تكتل المعارضة في الدوحة : والذي سيتم الإعلان عن تشكيلته الموحدة خلال اليومين القادمين في الدوحة ، وهو يضم مجموعات ممثلة عن أحزاب المعارضة، والإخوان المسلمون وشخصيات مستقلة متنوعة ، برعاية المايسترو عزمي بشارة وقيادة برهان غليون، بعد أن فشلت في تشكيل مجلس انتقالي جديد وانتهى دون وصول أطرافه إلى أي نتيجة توافقية. بعد انسحاب التيار الإسلامي المستقل ومجموعة العمل الوطني.
وقد حاول «بعض المعارضين السوريين تمرير مؤتمر الدوحة - بغض النظر عن المضمون - لمصالحهم الشخصية»، مما أدى إلى خلافات كبيرة في المجلس الانتقالي الذي أُعلن من أنقرة». بعد حشد المعارضين لتنصيب المعارض السوري رياض سيف بدلا من برهان غليون في رئاسة المجلس الانتقالي، لاستنكارهم تصرفات غليون في رفضه التعامل مع شخصيات عدة من المجلس الانتقالي ، والذي أثار غضب المعارضة السورية، خاصة بعد تصرفه الأخير لإعلان مجلس جديد من الدوحة.
كان أبرز المعترضين الذين أعلنوا انسحابهم: أعضاء هيئة التنسيق، وهم: رجاء الناصر، وعبد المجيد منجونة، من التيار اليساري. وقولهم «ليس من المنطقي أن يرفع الشارع شعارات تدعو لإسقاط النظام، بينما المعارضة تتفاوض للإبقاء عليه».
وربما «إن فشل مؤتمر الدوحة يفسح المجال أمام اعتراف أوسع وأشمل بالمجلس الوطني الانتقالي.
3- أيضا هناك تكتل آخر من تكتلات المعارضة سمي:
تكتل المعارضة الموجود في القاهرة : والذي يترأسه عميد الحقوقيين السوريين هيثم المالح والبروفيسور منذر ناقوس ورئيس المنظمة الآشورية في أوروبا عبدالأحد اصطيفوا ورئيس «منظمة سواسية لحقوق الإنسان» بسام إسحاق ورئيس «تجمع 15 آذار من أجل الديموقراطية» عبدالرؤوف درويش والناشط الشاب أحمد منجوني. و النائب السوري السابق محمد مأمون الحمصي، و عضو الأمانة العامة لـ «اتحاد الأحرار السوريين» ، و الناشط ورد حداد ، مع أعضاء من الإخوان المسلمين، إضافة إلى الإعلامية بهية مارديني رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير ، والذين يدعون إلى «توحيد جهود المعارضة في الداخل والخارج بقواها وأحزابها وتكتلاتها»، معتبراً أن «مؤتمرات المعارضة شكلت إرثاً تراكمياً يمكن البناء عليه والاستفادة من عناصره الإيجابية الداعية إلى تشكيل هيئات تمثيلية تكون مرجعيتها وغالبية شخصياتها في الداخل». وأكدوا أن تشكيل هيئة خارجية للثورة تنسق جهود الخارج، وتكون ذات صلة وثيقة بالداخل وحراكه، وهذا أصبح مطلباً ملحاً يجب الإسراع بالقيام به».أما المعارضة بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن الرأي والتعبير، والتي صرحت بأن «تعدد المؤتمرات والمجالس ليس في صالح الثورة السورية، والتأخير في التوافق ليس في صالح المعارضة. هذا التخبط يضر بمسار الثورة، ويضر بمصداقية المعارضة أمام الشعب السوري». وأضافت مارديني: «لكن بالنهاية، ليس هناك بديل سوى الاتفاق؛ فاتفاق المعارضة واجب وطني في هذا التوقيت الدقيق».
4- يضاف إلى كل تلك التكتلات تكتل آخر يسمى: تنسيقية قوى التغيير في سوريا، الذي يضم 12 حزباً معارضاً في الداخل،منهم الحركة الوطنية الكردية لتوحيد صفوف المعارضة والتي تضمنت تشكيل هيئة تنسيق وطنية من إعلان دمشق والتجمع الديمقراطي وأحزاب الحركة الكردية والتجمع اليساري الماركسي والعديد من الشخصيات الوطنية المستقلة المرموقة، حيث رفضت رفضاً قاطعاً إنشاء مجلس انتقالي من خارج الأراضي السورية، وتعلن أنها غير معنية به.و أن الحراك الشعبي المنتفض في سوريا الآن، ليس بحاجة إلى أية مجالس انتقالية سياسية، يصدر عنها ما يسمى هياكل حكومية، بل الشارع الآن بحاجة إلى جبهة سياسية عريضة تؤطر جميع القوى المعارضة، استناداً إلى قاعدتها في الداخل، وهذه التنسيقية تعمل على هذا الأساس.
5- أيضا هناك تكتل بروكسل والذي يدعى: «التحالف الوطني لدعم الثورة السورية»، الذي اجتمع ، بحضور أكثر من مائتي شخصية سورية، وأعلن أن «هناك حاجة إلى مزيد من الضغط على النظام». وأضاف: «من الأهمية بمكان، فرض عزلة دبلوماسية على النظام السوري، وعدم السماح له بأن يكون ممثلا في المحافل الدولية».
وشُكلت ثلاث لجان سياسية وإعلامية وحقوقية لشرح حقيقة الوضع في سوريا للدول المختلفة والكتل والأحزاب، والتواصل مع المؤسسات الدولية، وتنظيم اعتصامات ومظاهرات لحشد الرأي العام العالمي.
من ابرز شخصياتها الدكتور سقراط البعاج، أستاذ جامعي في دمشق، الدكتور باسم حتاحت، والطبيب بدر لديان بهرو، عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري، عبيدة نحاس ، وائل الحافظ ، وشخصيات من الإخوان المسلمين.
والملاحظ أن جماعة الإخوان المسلمون حاولت أن تكون جزءا من كل الكيانات المتكافئة لكنها لم تسمي حتى الآن أعضائها في كل كيان من الكيانات الأربعة الرئيسية ، أيضا لوحظ أن الدكتور رضوان زيادة لم ينضم إلى أي من تلك الكيانات ، ربما لأن دوره محفوظ للمرحلة القادمة، بعد إسقاط النظام ، أو أن الكيانات لم تحرص على ضمه لأنه محسوب على أمريكا.
إن تعدد كيانات المعارضة ظاهرة صحية لأنها تشكل لوحة من الفسيفساء للخارطة السياسية السورية ، ولكن إذا اقترنت بتوحيد الجهود السياسية ، وتنسيق الأدوار في العمل الداخلي والخارجي، والعمل على تشكيل هيئات سياسية عليا لكل تكتل ، وظيفته انجاز هذه المهام ، من خلال العمل على المشتركات ، وأولها إسقاط النظام.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق