بعد أن عاث الأربعين حرامي الفساد في الأرض لم يبق لهم إلا أن يعودوا إلى أوكارهم كي يحصوا الغنائم ويتقاسموها فيما بينهم ، ويستعدوا للجولة الثانية من القتل والفتك والتنكيل وهتك الأعراض وسرقة الأموال.
أصبحنا نخجل من تسمية هذا الأربعين حرامي بـ ( الجيش العربي السوري) لأنه أصبح عار على العروبة وعار على سورية ، فبدل أن يكون هذا الجيش العقائدي حامي الديار والمدافع الأول عن العروبة ، أصبح أداة للمافيا الأسدية .
ولكن التعميم على إطلاقه صعب لأن في الجيش العربي السوري مواطنين سوريين، فكل هذا الكبرياء والفخار في الشارع ، يقابله كل هذا الانحطاط الخلقي عند ( الأربعين حرامي).
وبعد أن استكملت العصابات الأسدية جولتها على الثوار السوريين بدءا من حوران إلى ريف دمشق إلى حمص وبانياس وجبلة وجسر الشغور وجبل الزاوية و إدلب، وعودة إلى حماة ودير الزور وانتهاءً (ربما) باللاذقية . خسر خلاله العزة والكرامة والصمود والتصدي وحماة الديار، وانقلب بقدرة النظام إلى ما يسمى (بعتاة النهار).
أبى الشرفاء منهم إلا أن يسجلوا ما تبقى من مواقف العز والفخار فانشق العديد من أفراده وشكلوا ( حركة الضباط الأحرار).
وبعد أن وصلت البلاد إلى منزلق خطير حذر منه أصدقاء النظام قبل خصومه.
عاد زعيم العصابة الأسدية ليبلغ أمس الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن العمليات العسكرية ضد المعارضين "قد توقفت" في بلاده).
فما سبب هذا القرار المفاجئ :
- هل قراره كان نتيجة قراءة صحيحة لوضع الجيش المنهك والمشرف على التفلت من عقاله .
- أم كان نتيجة عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة لإدانة الهجوم العسكري الذي يشنه النظام السوري على المحتجين الساعين للإطاحة به.
- أم أنه كان استجابة لنصيحة أسياده في إيران وروسيا لإتاحة الفرصة لهم لتعطيل اتخاذ قرار في مجلس الأمن.
- أم لإتاحة الفرصة للفصائل الفلسطينية الموالية له بالتصعيد على الجبهة الفلسطينية في قطاع غزة دون مبرر بعمليات نوعية ، لإشغال الرأي العام العالمي بحدث يهمهم.
- أم لتخفيف آثار دعوة كل من واشنطن ولندن وباريس وبرلين والاتحاد الأوروبي الخميس، صراحة وبشكل مباشر للمرة الأولى، لرئيس العصابة للتنحي عن الحكم، و فرض الإدارة الأميركية عقوبات جديدة مست للمرة الأولى قطاعي النفط والغاز.)
- أم أنها استراحة محارب لإعادة تنظيم صفوف العصابة وإعادة ترتيب الأولويات ورسم الاستراتيجيات التسبيحية.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق