صدقوني يمكن أنا من بين ملايين من السوريين لم نتوقع أي خير من وفد الجامعة العربية و ربما أنا من أكثر السوريين تفائلا ، حيث أنني منيت النفس ببعض الضغوط العربية التي تسبق العالمية، نظرا لتعنت بشار وعصابته في الاستمرار في النهج المتبع مع الشعب السوري الثائر .
لكني ومن خلال التسريبات الأولية وتفاؤل المنحبكجية وردود أفعالهم ، بصراحة لا أخفيكم أنه قد خاب أملي من هذه اللجنة، وشعرت أن الشعب السوري قد وقع بين منحبكجية الداخل ومنحبكجية الخارج ، فلا أعلم حتى الآن ما الذي حملوه من مبادرة للشبيح الأول ، لقد حملوا الوهم ليستبدلوه بوهم آخر وبقي الحال على ما كان عليه لا بل زاد سوءا ، فلا القتل توقف ولا المساجين أفرج عنها ، ولا الحريات أطلقت، ولا المظاهرات أصبحت سلمية ومباحة ، ولا النظام سقط ، ولا الخسائر توقفت ، ولا الجيش عاد إلى ثكناته ، ولا الشبيحة توقفت عن التشبيح ، ولا الاعلام توقف عن الكذب والدجل ، فما الذي حملته مبادرة الجامعة العربية ، وبالتالي خرجوا متفائلين ، فلقد حملّهم وعوده التي اشترى بها المهل السابقة ، ليشتري بها مهل جديدة للقضاء على ما تبقى من مقدرات شعبه ويقتل ما تبقى من خير ماثل في الشارع السوري.
حتى معارضة الداخل هانت على لجنة الجامعة العربية لقائها ولو لفترة قصيرة لتعديل كفة المعادلة ما بين الأسد وعصابته وبين معارضيه.
فما الذي استطاع وفد الجامعة العربية الحصول عليه ، هل حصل على وعد بإجراء بعض الاصلاحات ، حكومة وطنية فيها بعض وجوه المعارضة التي زرعها النظام ، انتخابات مجالس محلية ، حوار مع بعض وجوه المعارضة بقيادة الأسد ، دون أن تكون هناك أية آلية لتنفيذ أية مقررات يمكن أن تصدر عنها .
فهل تعي الجامعة العربية أن الشعب السوري لم يعد يقبل هذا النظام ، وأنه يريد فقط من اللجنة التفاوض مع النظام حول آلية خروجه من السلطة .
فما الذي استطاع وفد الجامعة العربية استخلاصه من الرحلة الممتعة نحو قصر الشعب. سوى أنه تحول إلى منحبكجي خارجي .
فيا أيتها الجامعة العربية الذي أتيت به مغطى خذيه مكشوف.حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق