منذ أن بدأ الطاغية سلسلة هجماته على الشعب الثائر ؛ وهو يرتكب الجريمة تلو الجريمة ، حتى أنه لم تبقى دولة أو منظمة تعنى بحقوق الإنسان و الجرائم ضد الإنسانية ، إلا واستصرخت مناشدة ضمير المجتمع الدولي بأن ينقذ هذا الشعب من براثن هذا المجرم ، ولكن لا حياة لمن ينادي..! .
مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف ومنذ الاثنين يحاول جاهدا توعية المجتمع الدولي وتعريفه بالجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري من خلال مناقشة كل ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا؛ ويستمع إلى تقارير المقررين الخاصين بالمجلس والمعنيين بمجالات حقوق الإنسان المختلفة بغية التصويت على قرار غير ملزم اقترحته كل من تركيا ودول مجلس التعاون خلال انعقاد جلسة يوم الثلاثاء وتحت بند النقاش العاجل، الجلسة التي انسحب منها مندوب (مجرم الحرب بشار) وأيده في ذلك شريكه في الجريمة المندوب الإيراني ، بحجة عدم قانونية انعقادها ، وأنها تحرض على العنف ..! .
حيث من المقرر أيضا أن يعقد في الثاني عشر من شهر مارس القادم جلسة أخرى للاستماع إلى تقرير لجنة تقصى الحقائق المستقلة والمكلفة من قبل المجلس للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا..! .
وبالطبع يتسابق وزراء الخارجية لإلقاء الخطابات المنددة لارتكاب تلك الجرائم من قبل الأسد الابن، و جلهم يقر بجرائم الحرب التي يرتكبها الأسد الابن، ولكن..!.
في جميع الجرائم عندما نتكلم عن جرائم حرب ، يصبح لزاما على المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات سريعة لإحالة مرتكبي تلك الجرائم لمحكمة الجنايات الدولية ، إلا في الحالة السورية ، فالجريمة معترف بها ولكن المجرم لن يدان الآن ..!.
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر يطالب "المجلس بالاستمرار في بذل كل الجهود لوقف عمليات القتل وانتهاكات حقوق الإنسان التي تجرى في سوريا من قبل النظام وقواته ضد المدنيين" .
ويقول:" أنه كان قد التقى خلال الأيام الأخيرة عددا من رؤساء الدول الذين أعربوا عن قلقهم العميق تجاه ما يجرى في سوريا والأزمة القائمة هناك.. منوها بالإجماع الذي شهدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في تصويتها على القرار العربي الذي يدين ما يجرى في سوريا من انتهاكات جسيمة وقتل يومي" ولكن..! .
نافى بيلاى المفوضة السامية لحقوق الإنسان أكدت في تقريرها حول الأوضاع في سوريا والذي قدمته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوعين أن الانتهاكات التي يقوم بها النظام وقواته الأمنية ضد المدنيين في سوريا قد ترقى إلى كونها جرائم ضد الإنسانية، ولكن..!.
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء في معرض ردها على سؤال أحد الأعضاء في جلسة للجنة بمجلس الشيوخ تقول :"قد تقدم مبررات تشير إلى أنه ينتسب لهذه الفئة. و تقول: "انه يمكن القول أن الرئيس السوري بشار الأسد مجرم حرب".
لكنها تضيف أن استخدام مثل تلك الأوصاف "يحد من الخيارات المتاحة لإقناع الزعماء بالتنحي عن السلطة"...!.
وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في نيويورك يقول لمجلس الأمن الدولي : أن "الصمت غير المقبول" إزاء ما وصفه ب"جرائم ضد الإنسانية" في سوريا.
ويقول جوبيه في تصريحات إمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك يوم الاثنين الماضي :أن "هناك جرائم ضد الانسانية ترتكب في سوريا ويجب مساءلة قادة النظام عنها"، ولكن ..!.
في نفس الوقت يستبعد أي عمل عسكري الآن بسبب ما يسميه الفيتو الروسي في مجلس الأمن، ويتهم المعارضة بأن موقفها مشين بسبب تشكيل مجموعة العمل الوطني.
وزير الخارجية البريطاني ؛ في مقال نشرته صحيفة التايمز مؤخرا يقول : "علينا تبديد أي وهم لدى النظام بأن باستطاعته التصرف بحصانة في سورية. حيث ليس هناك أي شك بارتكاب عمليات قتل جماعي فيها"، ولكن..!.
صحيح أن الإعلام اليوم يفضح التواطؤ الغير عقلاني والغير إنساني لتلك الدول ، والتي تحاول مضطرة مسايرة الحالة الإنسانية في سورية ؛ دون اتخاذ أي إجراء فعلي لكبح جماح العصابة الأسدية في القضاء على ما تبقى من الشعب السوري ، وربما من وجهة نظر كثيرين أن موقف روسيا والصين اشرف بكثير من موقف هؤلاء الأوغاد ، لأن تلك الدول معروفة بعدائها لحقوق الإنسان ومساندتها للطاغية وهي تجهر بهذا العداء ، وأما تلك الدول فهي في موقفها هذا أخس من روسيا والصين لأنها تشتغل بنفاق سياسي مفضوح ، لا يشك فيه أحد..!.
فهي من جهة تدين القمع وجرائم الحرب التي ترتكب بحق المدنيين على يد جلاد سوريا؛ وهذا الموقف ليس موجهاً للاستهلاك السوري وإنما موجهاً للاستهلاك المحلي داخل دولهم، لأنهم دول ديمقراطية؛ تساند حقوق الإنسان..!،
وهي بنفس الوقت ترسل إشارات للطاغية بأنك ما زلت في مأمن من العقاالمصالح،تابعة تنفيذ جرائمك مهما كانت الكلفة الإنسانية، وهذا هو الموقف الحقيقي لتلك الدول، وهو موجه فقط للاستهلاك داخل أروقة النظام السوري..!.
بقي أن يبحث الشعب السوري عن بقايا ضمير في عالم لا يعرف سوى لغة المصالح ، عله يجد ضالته في مساندة سياسية ؛ أو دعم إنساني ، أو عسكري ، يستر بها عورة هذا العالم المليء بالمتناقضات..!.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق