فيتو لكن من نوع آخر

بعد أن انكشف زيف المجتمع الدولي ، عندما بدا عاجزا عن استخدام صلاحياته في مجلس الأمن في كبح جماح الطاغية بشار الأسد لقمعه الشعب السوري من خلال استخدام الصين وروسيا حق النقض أو ما يسمى ( الفيتو) .
حيث كانت الدول الغربية تعوّل على بسالة الصين وروسيا في تبني الوجه القبيح أمام العالم ، ولكن مع مرور الوقت و تضخم أعداد الضحايا والكوارث المتأتية من المدن المنكوبة في الداخل السوري ، والتي أحرجت مصداقية هذه الدول كثيرا وبات لزاما عليها اتخاذ إجراء ما تجاه الأحداث ، إلا أنها واجهت هذه المرة ؛ فيتو من نوع آخر ، إنه الفيتو الفاعل في السياسة الدولية والذي من خلاله ترسم غالبية السياسات الخارجية لمعظم الدول الغربية .

إنه الفيتو الصهيوني العالمي والذي يراعي في الدرجة الأولى المصلحة الإسرائيلية العليا، وباعتبار أن المصلحة العليا للكيان الغاصب: هي في استمرار حكم الأسد الابن ، بعد أن تنهار كل إمكانياته العسكرية والبنيوية والسياسية والأخلاقية و الاقتصادية، حينذاك؛ فليبق الأسد بدون أنياب ولتحاول الدولة الصهيونية استلاب ما تريد من هذا الضبع الرعديد، بعد أن تخور قواه، وتعود من جديد لرسم مستقبلها على ركام نظامه المهترئ والذي لا يسند إلى أية شرعية لا في الداخل ولا الخارج.  
نعم إنه الفيتو الصهيوني الذي جعل كلينتون تمتنع عن دعم الجيش السوري الحر ، عندما قالت : " إن تسليح الجيش السوري الحر قد يساعد على تسليح القاعدة " .
نعم إنه الفيتو الصهيوني الذي جعل العالم يمتنع حتى من تقديم العون الاغاثي لهذا الشعب الأعزل في درعا وحمص عمر. وادلب وريف دمشق وغيرها.
نعم إنه الفيتو الصهيوني الذي جعل فرنسا وبريطانيا وأمريكا عاجزين عن سحب قتلاهم و جرحاهم الصحفيين من بابا عمر .
نعم إنه الفيتو الصهيوني الذي كشف الوجوه الكالحة لزعماء ما يسمى ديمقالأرض،لقرن الواحد والعشرون ، عندما حاولوا رمي مسؤولية فشلهم على شَرزمة المعارضة وهي ربيبتهم، بعد أن تحكموا بمفاصل العمل الدبلوماسي داخل كياناتها المخترقة.
نعم إنه الفيتو الذي فرمل حتى الدول التي لا تنتمي إلى هذا التيار من الاعتراف والدعم سواء أكان مباشراً وغير مباشر لجيش سوريا الحر حتى هذه اللحظة.  
نعم إنه الفيتو الصهيوني الذي جعل الأسد يقول لمؤيديه نحن الأقوى على الأرض ، لأنه يعلم أن جرائمه ضد الشعب الأعزل سوف تصطدم بالفيتو الصهيوني قبل الفيتو الصيني والروسي.
نعم إنه الفيتو الذي هزم كل زعماء الغرب الذين حاولوا الوقوف في وجه الأطماع الإسرائيلية ، والذي يسعى جاهدا لإعادة زمام المبادرة والإمساك بمفاصل العمل السياسي داخل دول ما يسمى الربيع العربي وخاصة مصر.
نعم إنها إرادةالحقيقة:لصهيوني مقابل إرادة شعوب الربيع العربي، وها هي الآن تقف وجها لوجه، فمن ينتصر؟.
ولمن يدرك تلك الحقيقة : عليه بالمبادرة إلى تحرير نفسه من هيمنة الفيتو الصهيوني أولا ؛ كي يستطيع استرداد حريته وكرامته وأرضه المسلوبة .
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق