الكثير من أصدقاء النظام الأسدي لم يكن يدرك حجم الفشل الذي كان يمثله نظام بشار الأسد ، وقد بدأ يستغرب ويستنكر استخدام النظام للعنف المفرط في القضاء على المعارضة ، ويطالب بشار بفتح حوار مع المعارضة وإيقاف قتل المدنيين.
للوهلة الأولى يبدو هذا الموقف غريب من دول موالية للنظام ، تقدم له الدعم اللوجستي والاعلامي والعسكري والمالي ، والتفسير الوحيد لهذا الموقف ، أن هذه الدول أدركت أن هذا النظام لا يمكنه الصمود في الفترة القادمة ، وأن الرهان على نظام فاشل ، يمكن أن يذهب بمصالح تلك البلاد للهاوية ، لأنه يشكل خطرا على مشروعهم الذي عملوا على نشره في بلاد الشام منذ الثمانينات من القرن الماضي.
وهذا الأمر لا يعني بالمجمل التوقف عن دعم هذا النظام ، وإنما محاولة لتعديل الخطاب السياسي قبل فوات الأوان ، و الوصول للحظة المواجهة مع المجتمع الدولي، عندها لن تستطيع هذه الدول التراجع ودرء هذا الخطر الداهم .
وقد وصف عزمي بشارة فشل نظام بشار من خلال عدة نقاط:
1. قيادة نظام الأسد الفردية كان دورها كبيرا ومدمرا في تطور الأحداث ، خاصة في ظل حتميات بدت للعيان أن : “النظام عاجز بنيوياً عن القيام بإصلاح”.
2. نظام الأسد ربما يجر بانهياره الهيئة الاجتماعية برمتها للهاوية، و من الواضح حتى الآن أن صيرورة الأحداث تسير بسوريا نحو هذا الاحتمال الكارثي الذي يخسر فيه الجميع.
3. نظام الأسد كان ومازال يخشى من أي إصلاح لأنه سوف يؤدي إلى أن يفلت من يده زمام المبادرة. فهو يرسخ مجموعة من المخاوف والأوهام و يحميها بقمعه، ويخشى من أن أي ارتخاء في قبضته قد يبددها. وبعد أن تتبدد تبدأ حالة الانهيار الكامل للنظام والتي لا يمكن وقفها.
4. أخيرا تصريح الأمين القطري المساعد للحزب الذي نفي فيه أي فكرة لدى الآخر حول الإصلاح، ويحدد سقفاً لم يعد مقبولاً، ويقود نظام الأسد إلى هاوية جديدةٍ.
أما هيثم المالح فيصف نظام بشار الأسد بأنه فاشل وقاتل وفاقد للشرعية بحسب القانون الدولي.
وأن هذا النظام فاشل ولا يحق له اليوم سن تشريعات تحدد مستقبل البلاد. لقد فقد السوريون الثقة في النظام القائم ويطالبون اليوم برحيله لأنه يشكل خطرا على بقائهم.
أيضا نظام الأسد أفشل المعارضة السورية لأنه جعلها تعاني الجمود منذ خمسون عاما ، ضمن نظام سياسي استبدادي شمولي طالما احتكر السلطة. كما هجّر أبرز قادة المعارضة أو تم تصفيتهم.
إن نظام الأسد الفاشل اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا غير قادر على إجراء أي إصلاح في أي مجال من مناحي الحياة ، لا بل كان مصدر الخطر الوحيد على السلم الأهلي من خلال تعطيل الحياة السياسية ، وتهميش فئات كثيرة من الشعب السوري وقمعهم ، أما الخطر الأكبر فتمثل في تسخير الجيش العقائدي لحماية سلطته ، واحتكار الاقتصادي السوري في يد طغمته الفاسدة، فكل من يعرف الشعب السوري يدرك حجم الخطر الداهم من هذا النظام الفاشل ، وأن الثورة كانت ضرورة حتمية لإزالة أسباب الفشل والحد من المخاطر المستقبلية على الشعب السوري في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والإعلامية والسياسية ، والانتقال لبناء مستقبل جدير بالبطولات التي أبهرت العالم، على مدى الشهور الستة الماضية من عمر الثورة المباركة .
شكرا على المقال، ومع كل الاحترام ل د. عزمي بشارة إلا أنه خصص آخر حلقة لترويج المبادرة العربية، على أساس أنها انتقال تدريجي آمن للسلطة، لكنه أيضا صرح أو لمح إلى أن الهدف هو الإبقاء على العقيدة الأمنية للنظام وهي المقاومة، وكأنه لم يثبت لديه أن النظام كذاب وباطل ومخادع ولا يوجد لديه ولا لدى أجهزته الأمنية إيمان بالمقاومة.
ردحذف