مؤتمر أصدعاء الشعب السوري (2) ودعم الاتصالات

بعد أن وصلت رسالة مؤتمر أصدعاء سورية (1) من خلال الرئيس التونسي منصف المرزوقي الذي أنصف الطاغية بالحصانة والعفو عن الجرائم التي ارتكبت خلال السنة الماضية والسنين التي قبلها ، مقابل عدم قتل ما تبقى من الشعب السوري.
وتأكيد وزير خارجيته بعدم تكرار السيناريو الليبي واستبعاد أي خيار للتدخل العسكري في سورية ، واستبعاد خيار تسليح الثورة.
اليوم يخرج علينا مؤتمر أصدعاء الشعب السوري (2) بدعم الاتصالات، وكأن الثورة السورية بألف خير ولا ينقصها سوى بعض أجهزة الاتصالات.  

طبعا الكثير من الشعب السوري ربما لم يدرك معنى دعم الاتصالات، وما المغزى من هكذا دعم، وللراغبين في معرفة تركيز الغرب على دعم الاتصالات أقول:
في ظل غياب الاتصالات لن يستطيع الغرب معرفة مكانك وهويتك ومتابعتك ميدانيا وإرشاد النظام إلى مكانك وقتلك في أي وقت !.
في ظل غياب الاتصالات لن تصل المعلومات إلى أصحاب القرار ومعرفة الخطط التي يعمل بها الثوار والتحركات و عدد الثوار و باقي المعلومات!.
في ظل غياب الاتصالات لن يستطيع الغرب تقديم المعلومة للنظام عن حجم ومدى خطورة المعارضة في الداخل!.
في ظل غياب الاتصالات لن يستطيع الغرب السيطرة على الأسلحة المنتشرة بين أيدي الثوار!.
في ظل غياب الاتصالات لن يستطيع الغرب معرفة الأهداف المحققة التي استطاع النظام تحقيقها من إبادة للشعب السوري!.
لذلك تسمعون اليوم التصريحات الأمريكية والتركية:" بتأكيد الحاجة إلى تقديم وسائل اتصالات ومعدات "غير قاتلة"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية التي نقلت عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أن كلينتون بحثت مع السعوديين في الجهود الدولية لإرسال مزيد من المساعدة الإنسانية إلى سوريا وجهود دعم المعارضة لتقديم رؤية سياسية موحدة وشاملة للمستقبل".
و الظاهر أن مؤتمر أصدعاء سورية (2) مازال يصر على رسائل المجتمع الدولي التي تؤكد على منطق سقوط النظام بالشجب والإدانة والعقوبات الاقتصادية.
والمكسب الوحيد في المؤتمر هو المجلس الوطني الذي بدا أكثر تماسكا وقوة ووضوحا من المؤتمر السابق ، و ربما تحضيره الجيد قبل المؤتمر كان له أكبر الأثر ، وخاصة عند رئيس المجلس حيث بدا خطابه بمثابة بيان رئاسي لتأسيس دولة سورية حديثة .
عندما قال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بأن المجلس الوطني "سوف يتكفل بتخصيص رواتب ثابتة لجميع الضباط والجنود والمقاومين الفاعلين في الجيش السوري الحر". وهذا دليل على الدعم المالي الذي تم توفيره للمجلس لقيادة المرحلة القادمة، أيضا من خلال تأكيده على ثوابت الدولة السورية القادمة وصون حقوق الأقليات ومكانة الشعب الكردي في منظومة المجتمع السوري".
أيضا بمطالبته المجتمعين بالاعتراف بالمجلس الوطني "ممثلا شرعياً وحيداً" للشعب السوري، وهذا هو المكسب الوحيد  الذي خرج به من هذا المؤتمر.
إضافة إلى الوعود بالالتزام الدولي بإعادة إعمار سوريا بعد السقوط الحتمي للنظام" بإذن الله.
بينما رسالة اردوغان كانت اقل مباشرة، وحاول فيها رمي الكرة نحو مجلس الأمن عندما قال:" إن الأسرة الدولية لن يكون أمامها من خيار إلا دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم " إن لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا، وربما يكون لهذه الرسالة تأثيرها على تحديد جدول زمني لمهمة كوفي عنان.
أما الغير أمين على الجامعة العربية ؛ والغير عربي : فقد أتت تصريحاته متناسبة مع تواطؤه و خذلانه للثورة السورية ، من خلال محاولته التوازن في إلقاء العبارات السياسية التي لا تتناسب مع حجم المأساة على الأرض، وذلك بمطالبته الدعوة لإصدار قرار ملزم يصدر عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع، يقضي بوقف جميع أعمال العنف فوراً بشكل متزامن من الجميع". و هو بهذا يحاول التماهي مع خيار المجتمع الدولي الذي مازال يطالب بالحل السياسي.
فقد أصبحت قضية العربي ليس تحقيق مطالب الشعب السوري في إسقاط النظام ، وإنما بوقف أعمال العنف من الجميع ، فربما ضربات الجيش الحر قد آلمت صديقه بشار، حتى طالب بوقف أعمال العنف من الجميع .
و ربما يحتاج العربي إلى مؤتمر أصدعاء الشعب السوري (3) و (4) و (5) حتى يرتقي بوعيه ويدرك، أن الثورة قامت من أجل إسقاط النظام ، وليست لوقف أعمال العنف من الجميع.
حينذاك يكون عنوان مؤتمر أصدعاء الشعب السوري : هو دراسة جدوى دعم الشعب بالاتصالات لمعرفة مكانهم في العالم بعد أن شردهم الطاغية ، للعمل على إرجاعهم إلى بلدهم سوريا .
لأن ما قاله الوزير الفيصل في مؤتمر أصدعاء الشعب السوري (1) قد حصل فعلا حين اكتفى بإعلانات رمزية وخطوات متباطئة وترك الشعب السوري ضحية للطغيان والإجرام".
لكنه يحاول التهرب من المسؤولية الأخلاقية لما آلت إليه الأمور فعلا من خلال بعض العبارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، وتبقي على تعطل أي تحرك دولي باتجاه إيجاد أي حل ممكن للقضية السورية.
فهل يستطيع ضمير سعود الفيصل أن يؤثر على المجتمعين في مؤتمر أصدعاء الشعب السوري (2) ، ليرقى بقراراته لمستوى حجم المأساة التي يعيشها الشعب المنكوب"...
بعد أن سمع ومعه جميع المؤتمرين شهادة الدكتور موسى الكردي من بابا عمرو؟، وهل لامست نتائج المؤتمر جوهر القضية السورية فعلا ؟.
وهل اقتنع المجتمعون بأن هذا الطاغية فقد شرعيته منذ اللحظة الأولى التي خرج فيها أول طفل في درعا لإسقاطه؟ ".
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق