خمس أسئلة موجهة للنظام السوري

هذه الأسئلة طرحتها أنا باعتباري مواطن عربي غير سوري ليس عندي الكثير من المعلومات عن الداخل السوري، وهذه الأسئلة لم أجد إجابة عنها حتى اللحظة لا من النظام السوري ولا من المناصرين عنه الذين نراهم يعتلون شاشات الفضائيات ويدافعون عن بشار الأسد ويهاجمون المتظاهرين ويبررون ما يحصل بأنه من فعل الخونة والمندسين.
السؤال الأول: بما أن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية هدفها النيل من وحدة البلد واستقرارها وبما أن المتآمرين هم عناصر مسلحة إرهابية تستغل تجمعات الناس لإطلاق النار على المتظاهرين والأمن والشرطة، فلماذا منعت السلطات السورية كل وسائل الإعلام العربي والعالمي من دخول سوريا وتغطية الأحداث.؟؟ ولماذا لم يتم السماح للإعلاميين والصحفيين بدخول سوريا وتصوير أطراف المؤامرة والمتآمرين ونشرها للإعلام العالمي.؟؟ وأنا كإنسان عاقل لماذا علي أن أصدق الرواية التي ينقلها التلفزيون الرسمي السوري وقناة الدنيا ثم أكذب كل روايات وسائل الإعلام العربية (الجزيرة والعربية والبي بي سي وفرانس 24 والحرة والحوار والوصال والمشرق و .... و .... ) والعالمية (رويترز، سي إن إن .........).
لا بد من الذكر بأن مصداقية التلفزيون الرسمي السوري وقناة الدنيا في الحضيض بالنسبة لما يتعلق بالأخبار لأننا شاهدنا على شاشاتهم مقابلات الشاب المصري الذي تم اعتقاله في سوريا على أنه جاسوس لإسرائيل ثم تبين فيما بعد أن هذا الكلام غير صحيح حيث تم إطلاق سراحه. أما قناة الدنيا فقد كنت أول المصدومين بها ولم أتوقع ما بثته في أحد أيام الجمعة عن انطلاق مسيرات في الدوحة وتعامل الأمن القطري معها بالضرب والرصاص وقد كنت للصدفة يومها في نفس المكان الذي تحدث عنه تلفزيون الدنيا (منطقة الريان بالدوحة) وطبعاً لم يكن هناك لا مظاهرات ولا هم يحزنون لا بل الأسوأ كما تبين لي لاحقاً أن تلفزيون الدنيا قد اعتمد على صور ومقاطع فيديو من مملكة البحرين على أنها تحدث في الدوحة في قطر.
بالطبع استمعت إلى إجابة عن هذا السؤال من بعض أبواق النظام أن هذه القنوات مشتركة في المؤامرة ولكن هذا الجواب لا يقنع حتى الطفل الصغير فكيف للجزيرة والعربية وغيرها من القنوات العربية أن تشترك في مؤامرة على سوريا ثم نجد أن حكومات هذه القنوات أي قطر والسعودية تلتزم الصمت التام حيال ما يحدث في سوريا، لا بل أن السعودية لم تبخل بالأموال والقروض والدعم للحكومة السورية. ثم ثانياً ما هو القاسم المشترك بين كل هذه الدول وكل هذه القنوات العربية والعالمية حتى تتآمر كلها على حكومة سوريا.
السؤال الثاني: يتعلق بمجلس الشعب السوري وكيفية انتخابه ومن هم أعضائه، فالمظاهرات انطلقت في سوريا وشملت مناطق وكان هدفها هو الحرية والكرامة وإسقاط النظام كما يقول الإعلام العالمي وبعض المطالب المعيشية كما تقول الحكومة السورية، فلماذا لم نسمع حتى الآن أن هناك عضو من أعضاء مجلس الشعب وقف وتكلم باسم هذه الفئة المتظاهرة ولنفرض أن هذه الفئة المتظاهرة تمثل 10 بالمائة فقط من الشعب السوري فأين هم الممثلون الحقيقيون عنها، ولماذا لم يخرجوا ويتكلموا عن مطالب هؤلاء الشباب الثائرين، ثم الموضوع الهام وهو استقالة عضوين من مجلس الشعب (ناصر الحريري وخليل الرفاعي) من منطقة درعا قام أحدهم بالتراجع عن استقالته ونشر التلفزيون السوري ذلك على الملأ وهو ناصر الحريري فأين الرجل الثاني خليل الرفاعي ولماذا لم يتم ذكر اسمه في الإعلام السوري، فهناك شخص استقال من برلمان دولة ولازال حتى اللحظة مجهول المصير، فأين هو الآن ولماذا لا يتم تسليط الضوء عليه في الإعلام السوري.

السؤال الثالث: تقول الحكومة السورية أن هناك مؤامرة عليها وأن هناك مندسين مسلحين يطلقون النار وفي سبيل ذلك قامت بزج الجيش في البلاد وهذا كلام خطير ووضع أليم، فلماذا رافق ذلك رفع لحالة الطوارئ وهل هناك من وضع أخطر من هذا لإعلان حالة الطوارئ، فسوريا كدولة تعيش 42 عام من الهدوء والسكينة في ظل حالة الطوارئ ثم عند اندلاع أعمال العنف والتخريب يتم رفع حالة الطوارئ، فلماذا تم ذلك.؟؟

السؤال الرابع: اعترف الرئيس بداية الأحداث بشهداء بعض المدن مثل درعا ودوما وقام بتشكيل لجان للتحقيق في أعمال القتل التي تمت ثم شكل لجان أخرى لدراسة تعديل القوانين، فأين هي هذه اللجان ؟ من هم أعضائها ؟ ما هي النتائج التي توصلوا لها ؟ من هم الناس الذين تم التحقيق معهم والتشاور معهم في إطار عمل هذه اللجان ؟ متى ستعلن نتائج أعمالهم ؟ بينما نتذكر جميعاً أنه في عام 2000 عندما توفي حافظ الأسد تم تعديل الدستور السوري خلال ربع ساعة للسماح لبشار بحكم البلد، لماذا لا يكون لهذه القرارات سرعة الاتخاذ مثل سنة 2000.

السؤال الخامس: خرج إلى الإعلام العالمي عبر صحيفة أمريكية ابن خالة الرئيس وهو رجل الأعمال رامي مخلوف وقال بالحرف الواحد ((إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا فلن يكن هناك استقرار في اسرائيل))، طبعا هذه الجملة نسفت سنين من الممانعة والمقاومة التي كان ينتهجها النظام السوري، وجعلت مصداقية أعماله في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية محل تساؤل، فلماذا تحدث رامي مخلوف بهذه اللهجة ومن هو رامي مخلوف حتى يتحدث هكذا ولماذا لم تتم معاقبته ومحاسبته على هذه التصريحات المسيئة.
طبعا بعض المناصرين للنظام السوري قالوا أن رامي مخلوف أساء استخدام الألفاظ فهو لم يكن يقصد ما قاله ولكن هذا بصراحة "عذر أقبح من ذنب"

أرجو من جميع مناصري النظام السوري والمخدوعين به وأبواقه وأزلامه، تقديم إجابات مقنعة عن الأسئلة السابقة، أو سننتظر أياماً معدودات لحين انتصار الثورة السورية المباركة وعندها سنسمع الإجابة من أفواه الثوار الصادقين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق