
تنطلق العراضة الحمصية في كل مساء، شبابها يتراقصون على الأكتاف ، يغردون بحناجرهم أناشيد العزة والفخار. أستحضر بسالة جدهم القائد المغوار (خالد بن الوليد) رضي الله عنه ، فعصابات الأسد الغبية لا تدري مع من تلعب ، ألم يذكر التاريخ كيف أن تيمورلنك عندما غزا سورية عام 1400م. بحملته التي قادها هذا الفاتح الدموي العجوز بعد قضائه على التغلقيين في الهند ، أنه عندما وصل إلى حمص أمر جيوشه بالابتعاد عن تلك المدينة الأبية احتراما لقائدها خالد بن الوليد.
لكن عصابات الأسد لم تدرك تلك الحقيقة ، في محاولاتها اليائسة العبسية إخماد جذوة الثورة في مدينة هذا القائد العظيم ، وهي تزج بكامل عتادها وصواريخا ودباباتها وطائراتها ، لم تتمكن من القضاء حتى على المغاوير من الجيش السوري الحر الذين انضموا للثورة بحمص .
هذا هو باب الحارة الواقع، الذي حاولت الدراما السورية تجسيده في مخيلة المشاهد العربي ، والذي استغله الأسد وعصابته في مرحلة سابقة لتسويق نفسه ، قافزا من فوق الروح المتسامية للشعب المقاوم ، ومستغلا شهامته وعزته بخسة ونذالة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الشام .
لكن الأمر الذي لايدركه الأسد وعصاباته أن التاريخ لا يعود إلى الوراء ، وأن الأصالة المترسخة في عمق الروح الشامية، تستطيع التكيف مع الظروف ، لتعيد بناء لبناتها من جديد ، و تبني سورية المستقبل ، على الرغم من نظام الإبادة الذي يمارسه عليها منذ بداية الثورة، فالثورة استطاعت أن تتطور بشكل نوعي عجيب بالرغم من أعداد القتلى ، وبالتوازي مع ازدياد التخبط عند الأسد وعصاباته ، وجعلته يقف مرتبكا أما هذه البسالة ، لأنه لم يستطع قمعها لذلك بدا متخبطا في إصدار قراراته الخلبية ، عله يستطيع التماسك وتجاوز هذه المرحلة ، مراهنا على عوامل ثلاثة ( الوقت - وقوة البطش – وخداع الخارج )، و الظاهر أن أصحاب القرار في عصابة الأسد ، لم تكن تشاهد مسلسل باب الحارة ، أو أنها لم تكن تدرك أن باب الحارة حقيقة راسخة في المجتمع الشامي ، فكل مدينة من مدن بلاد الشام تملك بدل باب الحارة ، سبع أبواب ، وسبعة زعامات؛ وسبعة عقدا ؛ وسبعة مخاتير؛ والكثير الكثير من الأباضايات ، التي دوخت الاستعمار على مدار التاريخ الشامي المتجذر في عمق التاريخ .
ألا تدركون أن الشام ولادة ؛ اقرؤوا التاريخ ، علكم تدركون بعض الحقائق ،فمن باب السباع إلى باب الدريب إلى باب هود ، ومن باب السوق إلى باب تدمر وباب التركمان ، وأخير الباب المسدود في وجه الطغيان . هنا سيولد التاريخ وهنا ستندحر أعتى قوى الظلم والفجور في تاريخ سوريا الحديثة .
وعندها سوف ننطلق الى بناء سورية المستقبل ، سورية الكرامة ، سورية الحب ، سورية العدل والتسامح ، سورية الأصالة ، سورية الحضارة ، ولن يكون لهؤلاء الأوغاد شرف في صناعة هذا التاريخ المجيد .
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق