حاولت أن أجول بفكري وذاكرتي علي أجد حل للموازنة بين نقيضين متضادين لا يلتقيان إلا في بلاد تسودها نظم استبدادية ، ففي ظل غياب المنطق والفكر والحجة ، لا يستطيع النظام المستبد تسويق أفكاره ونظمه ، وبقاءه ، إلا من خلال البلطجة ، لأنه لا يملك حجة مقابل حجة ولا فكرة مقابل فكرة ولا منطق مقابل منطق، لذلك يعمد إلى مقابلة المنطق بالعنف ، والفكر بالبلطجة ، والديمقراطية بالبطش، فيقتل بعنفه طريق المنطق ، ويطفئ بتشبيحه نور الفكر ، ويُجدب ببطشه ربيع الديمقراطية. ويسوّق كل ذلك بمنطق الدجل ، يستغبي به عقول العامة ليسوقهم كالأنعام ، في غياهب الجهل والتخلف بعيدا عن أعين الرقيب.
الكثير كان ينظر إلى تصرفات نظام الأسد مستغربا ومتسائلا هل ما زال في هذا الزمن نظام يقتل الإبداع في عيون شعبه ، ويخمد الفكرة من صدور شبابه ، ويصادر بقانون شريعة الغاب كل نسمات الحرية ، كي لا يتنفسها أحرار الوطن ، فتزهر شقائق نعمان في ربوع حوران ، ومعرة النعمان ، وتزهو شجيرات البيلسان على ضفاف العاصي .
عندها تساءلت هل هناك من توازن بين فكر الثوار وبطش الشبيحة ، بين ريشة فرزات ومدافع الفرقة الرابعة، بين غناء القاشوش وكتائب أمن النظام.
عندها أدركت أن القانون الالهي يقضي بأن النور هو الذي يقتل الظلام ، وأن الإيمان هو الذي يدحض الكفر ، وأن التاريخ لا يحتفظ إلا بذكرى خيار الناس ويسقط من تقويمه شرارهم ، وأنه مهما امتد نظام الباغي، فلا بد لإرادة الأحرار أن تنتصر ، ولا بد لشمس الحرية أن تشرق مهما امتد ظلام ليل الاستبداد.
ولكن هل من معتبر ؟
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق