من الخاسر ومن الرابح في معركتنا مع نظام الأسد

بعد أن فاض الكيل بالشعب السوري قرر أخيرا خوض معركته الفاصلة مع النظام الأسدي .
ولكن الكثير من الفئات المترددة من الداخل والخارج ، سواء من الشعب السوري ، أو من الدول الصديقة أو الدول العظمى ، التي تتعامل مع الشعب السوري المتظاهر ، من منطق الربح والخسارة ،
تنظر إليه على أنه خارج عن القانون ، وأن المظاهرات ليست سلمية ، خاصة مع بروز أصوات من المعارضة تؤيد وجهة النظر هذه،  فالغرب ينقسم إلى قسمين من زاوية المصالح الأول له مصلحة مع النظام ويعتبر نفسه خاسرا في حال ذهب النظام ، والثاني يلعب بين بين ففي الظاهر يبدو متعاطفا مع الثورة ، ومن وراء الكواليس يدافع باستماتة مع النظام خوفا على أمن إسرائيل، ويتاجر مع النظام على بقاءه في الكرسي، و تحصيل أقصى التنازلات الممكنة ، فهل الشعب السوري خاسر من هذه الثورة ؟ . وهل المترددون رابحون بعدم انضمامهم للثورة وبقائهم بجانب النظام؟.
لنعود إلى الشعب السوري الثائر ونحسب خسارته سواء كانت في الأرواح أو الجرحى أو المعتقلين ، ونقول أن شهداءنا أحياء عند الله يرزقون بإذن الله، والجرحى مثابون بإذن الله وأجرهم عظيم ، ويقول الله تعالى (( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون )).
أما المعتقلون فهم في حفظ الله ، وكلكم يعلم أن النظام لم يألوا جهدا في اعتقال كل معارض ، مهما صغرت تهمته ، وأن عدد المعتقلين ان ازداد في الآونة الأخيرة فهذه ضريبة الحرية إن شاء الله لكي لا يكون هناك معتقل رأي في المستقبل بإذن الله .
أما الخسائر المادية : نعم هناك خسائر فادحة في الممتلكات والنظام لا يألوا جهدا في إيلام المعارضين ليثنيهم عن هدفهم ، ولكن عندما يتم حساب الخسائر الإجمالية ، نجد أن النظام السوري عمد إلى سرقة أموال الشعب السوري وحول غالبيته إلى فقراء ، من خلال تجيير ثروة البلاد إلى فئة قليلة من المنتفعين من آل الأسد ومخلوف وشاليس وبعض العناصر الخارجة عن القانون والتي يستخدمها في دعمه في مواجهته مع الشعب السوري ، وإذا تم حساب الخسائر الحالية مع الخسائر الماضية فلا يمكن مقارنتها ، أيضا لا يمكن مقارنتها مع المكاسب المستقبلية عندما تعود الثروات السورية إلى الشعب السوري والقضاء على الفئات الفاسدة.
وأعتقد أن كل المترددين في الداخل والخارج من الشعب السوري سوف يكونون أكبر الخاسرين في حال انتصار الثورة ، أو فشلها لا سمح الله ، لأنه يكون خسر كرامته وحريته في حال بقي النظام ، ويكون خسر مروءته ووطنيته في حال ذهب النظام ان شاء الله. والعكس عند الشعب السوري الثائر .
 أما الدول الصديقة للنظام فهي خاسرة أيضا ، من جهة لأنها فقدت شعبيتها ومصداقيتها داخل سورية ، و سوف تخسر أيضا مصالحها في حال ذهب النظام إن شاء الله، وكل من يراهن على صمود النظام السوري فهو لا يقرأ التاريخ ، و هو بالأحرى يعاني من قصر نظر ، خاصة وأن تجارب كل الدول الثائرة تقول أن البقاء للشعب ، لأن كل من يجابه شعبه خاسر كائن من كان ، ومهما طال الزمن ، الشعب أبقى من جلاده وحكامه ، الحكومات تأتي وتزول ، أما الشعب السوري فهو باقي متجذر بأرضه قدم تاريخ حضارته التي يشهد لها ، الحجر والبشر في كل ركن وزاوية من أنحاء بلادي الحبيبة.

الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق