في الآونة الأخيرة لوحظ أن بعض الأسماء التي اشتهرت في العمل الثوري ، خرجت من المجلس وفضلت العمل السياسي من خارج المجلس، واستعاض المجلس عنهم بآخرين ، بالرغم من أنهم مازالوا فاعلين في العمل الثوري .
وبما أن بعض أعضاء المجلس عقدوا اجتماعا مغلقا منذ عدة أيام ومددوا لرئيس المجلس الحالي، لفترة جديدة دون أن يطرحوا ذلك على التصويت ، أو أن يقيموا العمل السياسي للمجلس في الفترة الماضية.
تساءلت عن الجدوى في الاستمرار في العمل الثوري ، إذا كانت النتيجة هي استبدال أشخاص موالين في الداخل وللداخل ، بأشخاص معارضين للداخل وموالين للخارج، والكل لا يستطيع تطبيق أبسط مبادئ الديمقراطية في الاختيار والتمثيل ، وهذا ليس طعنا بأحد ، وإنما تطبيقا لمبدأ أن قوة الرئيس تأتي من قوة تمثيله للشعب الذي انتخبه، وليس بالمؤهلات و اللغات والعلاقات .
و ما أثار دهشتي أننا كنا وما زلنا نعاني من التسلط وغياب الديمقراطية في أي شأن سياسي عام ، وأن هناك أشخاص عدة تصوت وتقرر عنا سواء في الموالاة أم في المعارضة.
وكلكم يعلم أن التنسيقيات في الداخل تعمل في ظروف الحرب ، وتقوم بكرامات الأولياء ، في سبيل تحصيل ابسط حقوق الشعب ، وهي الأجدر في تمثيل هذا الشعب الثائر ، لأنه ولد من رحم المعاناة ، ويعلم تفاصيل العمل السياسي الحقيقي ويمثل فعلا الطبقة الثائرة ، ولم ينظر للمكتسبات السياسية في العمل الدبلوماسي العالمي ، وإنما يعمل بمنطق أن الثورة تستطيع أن تنجز المستحيل ، وإلا لماذا ثار هذا الشعب على أعتى قوة إجرامية في التاريخ .
إن القراءة المنطقية للواقع الثوري السوري تحتم علينا أن ننتخب رئيسا من الداخل ، يكون هو ممثلا عن الثوار ؛ وهذا ممكن ألان بعد أن شاهدنا العشرات من الناشطين الثوريين الذين أداروا الحراك من الداخل بكل جداره وفي ظروف يعجز عنها أعتى السياسيين والإعلاميين .
ولا مانع من أن يستعان بمكاتب سياسية وإغاثية ومالية وقانونية وعسكرية من خبراء سوريين في الخارج لإدارة العملية السياسية والاتصال مع العالم ، و تأمين العمل الإغاثي والإنساني والعسكري ..، ولا مانع أيضا من استنفار كافة الطاقات العظيمة التي تشكل إضافة للثورة ، ولكن الأساس أن تكون القيادة العليا هي على الأرض ، تخرج من رحم الثورة وتكون منتخبة من الثوار ، وتكون قادرة على قيادة العمل الثوري والحراك الداخلي ، وأن تمتلك القوة والشرعية في اتخاذ قرارها بعيدا عن الحسابات الولائية ، فهؤلاء لا يوجد احد يتجرأ بالطعن بهم وليس لهم أصلا علاقة بالأوساط المشبوهة، ولم يتورطوا ببرنامج تلفزيوني ، أو تصريح صحفي يشكل علامة غير ناصعة في تاريخهم السياسي.
تبقى مسالة مهمة جدا ؛ وهي تأمين حمايتهم من الاغتيال والسجن والاعتداء ، والتي يمكن التغلب عليها بتطبيق نفس سيناريو الجيش السوري الحر ، وبالتالي يمكن أن يخرج الرئيس من الداخل إلى حدود إحدى الدول المجاورة كما هو الحال ، في قيادة الجيش السوري الحر ريثما يتم تأمين منطقة آمنة في الداخل ؛ ويتم تشكيل حكومة تنفيذية من كافة أطياف المعارضة ، تدار من هذه الخيمة.
ومن عنده القدرة والتفرغ للعمل الثوري فليباشر ويرشح نفسه لهذا المجلس ، ولننتهي من مسالة الوافدون والعابرون للمجلس الوطني ، والممثلون بالتفويض والتمديد دون شرعية .
و لتحتكم جميع أطياف المعارضة للتصويت و يتم حل الهيئات والمجالس بعد ذلك ، وتكون السلطة الشرعية للثوار في هذا المجلس الوليد .
لأن الثوار سواء في الداخل ، أو الخارج أصبحوا يعرفون بوصلتهم والأشخاص الذين هم حقيقة يمثلونهم ، والذين هم قادرون على قيادة الحراك الثوري في الفترة القادمة.
وطبعا نتخلص من أهم معضلة في العمل السياسي والتي ما فتئ الغرب يطالبنا بها وهي توحيد أطياف المعارضة ، وتوحيد الخطاب السياسي سواء للطغمة الحاكمة في دمشق ، أو للدول الصديقة للشعب السوري ، أو للدول المعادية له والتي تدعي أنها تريد مصلحة سورية شعبا و دولة.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق