زينب الحصني وأخواتها

الكل صار عنده أدق التفاصيل عن عملية الإخراج الإجرامية عن زينب وأخواتها ، وقبلها ، أحمد البياسي وأهله ، وغدا يخرج علينا شخص من الذي منو وربي يسر ، طبعا كل واحد تناول الموضوع من زاوية:


الأول تناوله من خلال كسب السبق الصحفي، والإعلام السوري الصادق والموثوق به ولا حظوا معي كل الذي حصل بعد الإصلاحات المزعومة وصدور قانون الإعلام ، يعني لا يستطيع أي مواطن سوري أن يشكك بمصداقية الإعلام السوري بعد إصلاحه من قبل النظام ، وإلا تكسبون استعداء مجلس الأمن والأمم المتحدة وروسيا، وخاصة بعد هذا الموقف المهين لمصداقيتهم الشريفة أصلا.

أما الثاني فتناولها بالتحليل وكيف ولماذا ودرس الحيثيات وحاول الاستنتاج متناسيا أن زينب وأخواتها أصبحوا ألعوبة بيد جهاز المخابرات الأسدي الفاشي ، وأن هذا الجهاز لم ولن يستحي فهو يفعل ما يشاء.

أما الثالث فتناول الموضوع من منطق المدافع عن النظام والمشكك بمصداقية المعارضة ويتبنى وجهة نظر الإعلام السوري ونسي أن هناك جثمان آخر لفتاة سورية إن صحت رواية النظام هي أخت لزينب مواطنة من سورية الحبيبة . قتلت وشوهت وسلخت وقطعت و فعل بها الأفاعيل لا يعلم غير الله ماذا فعل بها . وطبعا هذا التمادي في الإجرام عند غالبية الإنس غير مبرر ، لأنه يخرج عن الشرائع والقوانين والأعراف والمواثيق ...الخ ، لكنه في عرف العصابة الأسدية هذا الفعل مدروس بعناية شديدة ، فكل فعل يحتاج لرد فعل أقوى منه لكي يتغلب عليه وفعل الثورة عظيم ومشاهد الموت مريعة ، وبالتالي تحتاج إلى فعل يهز أركان جميع المنتسبين للإنسانية كي تستطيع العصابة الأسدية أخذ زمام المبادرة وردع الثوار ، وهذا المبدأ ورثوه من الاتحاد السوفييتي وهناك خبراء يشتغلون عليه ، لا تأخذوا كل ما يظهر على محمل حسن النية التي يتعامل بها الثوار فهذا النظام تركيبته مافيوية ، ليس لها رادع من دين أو ضمير أو قانون أو....الخ). وبالتالي هي تعمل على نظرية إخضاع الآخر بالتخويف ، ولا يظن أحد منكم أن هذا النظام ينتظر عقوبة دنيوية من منظمة أو دولة أو مجتمع دولي ، هذا كذب على العقول، النظام الأسدي أمن العقوبة فأساء الأدب ، لذلك هو يفعل كل ما يحلو له كي يخمد الثورة وبشتى الوسائل اللامشروعة ، وهو بهذا القصد لا يردع حمص ، ودرعا ، و ادلب ، وحماة ، وسائر البلدات الثائرة ، فكل تلك ذاقت ويلات هذا التصرف من هذا النظام ووصلت إلى قناعة مفادها ( الموت ولا المذلة) ، ولكن هو يريد أن يردع بهذا التصرف المدن الكبيرة التي لم تخرج بعد مثل حلب و بعض من مدينة دمشق، وطرطوس والسويداء.

الشاهد الرابع الذي شاهد الموضوع من كاميرة ثلاثية الأبعاد ، ووضعها في سياقها الزماني والمكاني ودرس أبعادها الإعلامية والنفسية والسياسية والاجتماعية ، استطاع الوصول إلى بعض الرؤيا الواضحة ، وطبعا هنا الحقيقة عند اثنين لا ثالث لهما إلا الله سبحانه وتعالى .

الأول: الذي خطط ودبر هذه المسرحية المؤلمة وهذا بالتأكيد لديه تفاصيل كاملة ودقيقة ، وسوف تظهر بالقريب العاجل ، فقريبا سوف يظهر علينا أحد أفراد العصابة ليبيعنا شريط هذه المسرحية بثمن بخس .

والثاني : هو المواطن الثائر والذي يعاني كل يوم من مصائب مشابهة أو تزيد عن قضية زينب . فالجرائم لم تعد العصابة الأسدي تستطيع تغطيتها بغربالها الممزق.

ولكن النتيجة التي أريد التركيز عليها في هذا الموقف هو أن نكون كلنا مدركين للحقائق التالية :

1.              أن النظام الأسدي مجرم ارتكب جريمة زينب وأخواتها وأحمد البياسي وأهله، وهذه الجرائم لا تحتاج إلى برهان .والدليل على ذلك لنعود إلى البطاقة الشخصية التي خرجت علينا بها من تدعي أنها زينب الحصني ونرى اسم الأم ( فتاة) بينما أخوها عمر الذي خرج قبلها على الإعلام كان اسم أمه ( دلال). فالمجرم يحبك جريمته ولكن تظل الحقيقة كامنة بالتفاصيل يعرفها الخبراء في علم الجريمة.

2.              أن القصد من هذه الجريمة هي تخويف الثوار وردعهم عن مواصلة مشوارهم في إزالة النظام اللاشرعي.

3.              التأثير الإعلامي على مجلس الأمن والمنظمات الدولية والتشكيك في مصداقيتها كما فعل من قبل مع المحققين الدوليين في عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري ، وهذا ربما دليل على فاعل الجريمتين واحد .

4.              إدراك الشعب السوري بأكمله أن تواجه عصابة محترفة بكل معني الكلمة ، وأن يبدؤوا بالتعامل معها بمنطق مختلف ، يتماشى مع قوانين اللعب التي تفهمها هي .

5.              أن لا نعول على الغرب لأن الغرب هو الذي جعل هذه العصابة تتمادي في الإجرام والفتك بدمائنا وأعراضنا ، لأن لعبة مجلس الأمن وروسيا، أصبحت ممجوجة لا يقبلها أحد.

أخيرا أريد أن أركز على أمر في غاية الخطورة أن هذا الإجرام يطبق اليوم على مجموعة من المواطنين السوريين ، وإن لم نستطع إزالة هذه العصابة عن كاهلنا فسوف تدوسنا كلنا في المستقبل القريب ، خاصة وأن وتيرة الإجرام تتصاعد لدى هذه الشرزمة الأسدية يوما بعد يوم ، فأمس كانت حماة ، واليوم حمص وحماة و إدلب ودرعا وبانياس وجبلة ، وغدا دمشق وحلب .

فاتعظوا يا أولي الألباب.

الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق