سوريا بين الحقيقة والخيال

عندما يقال أن كل ما يظهر على شاشات التلفزة العربية والعالمية هي أحداث حقيقية حصلت في سورية اليوم ، يظهر العديد من أبواق النظام على القنوات العربية والعالمية لينكروا كل ما يراه القاصي والداني ، ويتهمون هذه القنوات بالفبركة .
يبدأ المرء يسأل نفسه ، هل كل ما نراه يحصل في سورية؟، هل الذين يُقتلون هم سوريون؟، هل الذين يَقتلون هم سوريون؟ هل الأوامر يصدرها سوري؟، ما الهدف الذي يقاتل الجندي السوري من أجله؟، حتى أنه ربما يقتل أخوه أو أبوه أو قريبه أو جاره!، هل لدى هذا الجندي أهداف عليا أسمى من حماية الوطن والمواطن؟، هل أخطأ السلاح بوصلته حتى أصبح يصوب باتجاه الهدف الخطأ؟
إن الخسائر التي يتكبدها الشعب السوري سواء كانت من الشعب أو من الجنود من جميع الأطراف أومن صنوف الأسلحة، أو من البنية التحتية أكانت ممتلكات أو أموال هي  سورية.
و كل تلك الطاقات البشرية والمادية كنا ندخرها لمعركتنا الحقيقية ، تجاه عدونا الذي لم نعرفه حقيقة حتى وقع الفأس بالرأس ، فطوال كل تلك السنين كان بشار وعصابته وقبله والده يقتطع من قوت الشعب ليجمع ثمن كل تلك الأسلحة ويدعي بأنه يشتري السلاح ليحرر ويحمي البلاد من الأعداء المفترضين .
وكان الشعب يقبل راضيا بكل هذا؛ ويقدم ما يستطيع من مال وحلال وأبناء ليشارك في تجهيز هذا الجيش العرمرم ، متطلعا لتلك اللحظة التي تتحرر فيها أرضه من الاحتلال الصهيوني.
لم يدرك أبدا أن هذا الجيش سوف يتيه عن هدفه ويفقد بوصلته ويتوجه بكل ما أوتي من قوة لينهال عليه ، قتلا وفتكا وتنكيلا.  
إن سورية فقدت منذ عقود بنيتها كدولة ، وتحولت لكيان مافيوي يسخّر كل الإمكانات لأهداف لا علاقة للوطن والمواطن بها .
فسيان عند بشار وطغمته؛ أعاش المواطن أم فقد حياته ، وسواء عنده أعاش الوطن أم ذهب مع الريح ، يتساوى عنده من والاه ومن عاداه ، من أيده عن عقيدة ، أو مصلحة، أو مرغما ، مع من وقف على الحياد أو خالفه في الرأي والعقيدة والفكر والسياسة.
لذلك هو لا يهتم بالخسائر من كل الأطراف ، وإنما يهتم كيف يبقى في سدة الحكم.
أقتبس لكم كلاما واقعيا من أحد الكتاب الذين يروون فيها مشهدان لا ينسيان من مشاهد الثورة، توضح الفرق بين أخلاق سوريين و سوريين ، من الموالين والمخالفين لهذا الطاغية ، ففي مجزرة صيدا الشهيرة، ولما اقترب المتظاهرون من الحاجز العسكري، رحبت قوات الأمن بهم وابتسمت في وجوههم، حتى إذا تجمع أكبر عدد من السلميين الذين ما أخرجهم إلا الرغبة في إيصال الغذاء والدواء إلى مدينة درعا، حتى انهمر الرصاص الحي عليهم واستشهد من استشهد. بينما عفا ثوار مدينة درعا عن عدد من الشبيحة الذين كانوا فوق المنازل وقد انتهت ذخيرتهم، فخاطبهم الثوار أن انزلوا ولكم الأمان، وقد نزلوا ولم يمسهم أحد بسوء.
لماذا يقوم السوريون من الأمن والشبيحة باغتصاب الحرائر، وأي خلق قذر ذلك الذي يسول لسوري اغتصاب فتاة في السابعة عشر من عمرها. يخيل إلي أن هذه الفئة كانت تنتظر أي موقف أو أي تمرد شعبي، لتعبر عن كل هذه الغرائز الحيوانية التي تمتلكها. إنه جوع القرمانتهاك للبيوت واغتصاب للحرائر وسرقة للممتلكات، بل وقتل للحيوانات وتخريب للزرعمن أين حصلت هذه الفئة من السوريين على تلك الأخلاق، وكيف تربوا صغاراً، فيقتلوا أبناء بلدهم. من هؤلاء؟ هل هم سوريون حقا ؟ ، من أين أتى بهم هذا الطاغية ؟، كيف تمت تربيتهم ؟، سؤال في غاية الأهمية، من أين جاؤوا؟ وما هي درجة إنسانيتهم؟.
في النهاية أقول وبقطع النظر عن الإجابة لقد قرر السوريون استئصال هذا الطاغية وعصابته، وما هي إلا جولة وسينساهم الناس ،إلا من مَثلِ السوء، وسيلعنهم التاريخ وإن غداً لناظره قريب بإذنه تعالى.
الدكتور حسان الحموي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق