في جمعة النصر لشامنا ويمننا خرج الثوار بمظاهرات في أكثر من ( 130) نقطة في مختلف المدن والبلدات السورية ، ولكن الملفت في هذا اليوم هو التالي:
لوحظ أن اللانظام الأسدي بدأ بإتباع سياسة جديدة في الدعاية الإعلامية قبل الانقضاض على المتظاهرين، بحيث يبرر أفعاله ، ولكن في الكثير من الأماكن انقلب السحر على الساحر .
قبل أن تخرج المظاهرة أتى ضابط كبير إلى المتظاهرين وأعلمهم: أنهم إن أرادوا أن يخرجوا ، فعليهم أن يخرجوا من الجامع الكبير وأن يبقوا في محيطه ، لأن الشبيحة متمركزين قرب البلدية ، وحذرهم من التظاهر في تلك المنطقة ، بنفس الوقت كان الأمن والشبيحة يعدون العدة لعمل غادر ، فقد أعطيت التعليمات بزرع قنبلة على الرصيف القريب من البلدية يتم التحكم فيها عن بعد ليصار إلى تفجيرها بعد حين وإلصاق التهمة بالعصابات المسلحة التي تقتل المتظاهرين ، وبفضل من الله ، فقد أخطأ الأغبياء وانفجرت القنبلة بهم ، قبل أن ينتهوا من زرعها بالكامل وقتل منهم سبعة ما بين شبيحة وأمن واثنان من الفرقة الرابعة عشر، حينها هاج الأمن والشبيحة وذهبوا إلى الجامع الكبير، وباشروا برشق المصلين بالرصاص الحي، عندها غضب الضابط ، وأعطى أوامره بالاشتباك مع الأمن والشبيحة لأنهم كشفوا مخططه ، وجرح منهم ثلاثة ، و لاذ ما تبقى من الأمن والشبيحة بالفرار ، حينها أرسل الضابط بعض وجهاء دوما ليعلموا المصلين بأنهم يستطيعوا العودة لبيوتهم، وقد سمع أحد المتظاهرين الضابط يكفر ويرغي ويزبد، ويقول عن الشبيحة والأمن أغبياء ، أغبياء ، ويسبهم بألفاظه المعتادة .
حين ذاك أدرك المتظاهرون أن هذا الضابط لم يكن حريصا على المتظاهرين ، ولكنه كان ينفذ تعليمات تفصيلية لسيناريوا مخطط له مسبقا من القيادة العليا ، ولكن قدرة الله جعلت من غباء الأمن والشبيحة ، تنقذ المتظاهرين في هذه الجمعة المباركة .
الأمر الآخر: أنه يمكنك بسهولة التوصل إلى نتيجة مفادها أن هذا الضابط أصبح يتصرف بشكل فردي ، وهذا مهم للغاية ، لأن نجاح النظام في الفترة السابقة كان في إتباع التعليمات المخططة من القيادة بحذافيرها ، وبالتالي لا يمكن للنظام الاستفادة من النتائج المرسومة مسبقا ، وهذا ما يزيد من تزمر الضباط أكثر فأكثر، ويحرضهم على الانشقاق، أو التصرف الفردي البعيد عن التعليمات ، مما يعرضهم للعقوبات ويجعل كيد الساحر ينقلب عليه، وهذا الأمر سوف يسرّع من عمليه الانشقاقات إن شاء الله.
الأمر الثالث : والذي أريد أن أركز عليه في هذه المرحلة، أن هذه المرحلة مهمة للشباب، وأن زمام الأمور أصبحت بيدهم ، لذلك نريد أن ننتقل من مرحلة العمل العفوي إلى العمل المنظم والمخطط ، وأن نحسب تصرفاتنا لنقلل من خسائر الثوار ، و نزيدها في صفوف الأمن والشبيحة ، و نزيد من الهجمات التي تتبنى نمط حرب العصابات ، والتي تركز على المخابرات الحربية ومخابرات القوات الجوية وهي الشرطة السرية داخل صفوف الجيش التي تعمل على ضمان عدم حدوث تمرد في الجيش الذي يشارك في الهجمات على المتظاهرين ، وطبعا هذه من مهام الجيش السوري الحر ، لذلك نحتاج إلى قيادة عليا تنسق العمل الثوري على الأرض ، وتكون هذه القيادة ذات خصائص عالية، بحيث يكون أدائها متوازن بين الداخل والخارج ، بين العمل الثوري والعمل العسكري ، بين العمل الإغاثي والعمل السياسي ، بين العمل الاجتماعي والعمل الإعلامي ، فبتكاتف الجهود نحقق الأهداف الغايات بإذن الله تعالى .
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق