في معركة بابا عمرو ، وبعد أن لجأت كتائب الأسد إلى استخدام المدنيين دروعا بشرية، كانوا بين خيارين ، فإما أن يستمروا ويخاطروا بالمدنيين ، وإما أن ينسحبوا ، ويجنبوا أهل بابا عمرو المجازر . فشتان بين نقيضين :
بين سلاح كتائب الأسد وسلاح كتيبة الفاروق وبابا عمرو ، وبين إرادة وعزيمة وإيمان كتيبة الفاروق وكتيبة بابا عمرو ؛ وخسة ونذالة وحقارة كتائب الأسد.
عندها تذكرت مقولة جدهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي عندما سئل عن الحرب فقال: الحرب مرةُ المذاق إذا كشفت عن ساق، ومن صبر فيها عرف، ومن ضعف فيها تلف .
بين سلاح كتائب الأسد وسلاح كتيبة الفاروق وبابا عمرو ، وبين إرادة وعزيمة وإيمان كتيبة الفاروق وكتيبة بابا عمرو ؛ وخسة ونذالة وحقارة كتائب الأسد.
عندها تذكرت مقولة جدهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي عندما سئل عن الحرب فقال: الحرب مرةُ المذاق إذا كشفت عن ساق، ومن صبر فيها عرف، ومن ضعف فيها تلف .
إن أبطال بابا عمرو هم أحفاد عمرو فكل واحد منهم بألف كما جدّهم، لا يخشون الموت أبدا.
ففي معركة القادسية؛ عندما تضايق المسلمين من أحد فرسان الفرس (( غطاه الحديد)) ولم يبق سوى عيناه مكشوفتان، فكان يصل لهم برمحه الطويل ولا يصلون إليه فخرج عليه عمرو بن معد يكرب وتمكن من الاستدارة حوله، وقبض عليه حيا؛ ثم اتجه به إلى معسكر المسلمين فقتله أمامهم وهو يقول أفعلوا بهم هكذا، فقالوا ومن يستطيع على ذلك غيرك يا أبا ثور، نعم من يستطيع فعل ذلك غيركم يا أبطال بابا عمرو.
لقد انسحب الأبطال من بابا عمرو و استبسل الجيش الحر… واستشهد الكثير من أحفاد خالد بن الوليد .إن هذه المعركة تذكّرنا بمعركة جدِّهم .” لما انسحب خالد بن الوليد رضي الله عنه بالجيش إلى المدينة .. صار الناس يحثون التراب في وجوه جيش خالد من المجاهدين ؛ من الغضب و الحزن و يقولون لهم : يا فرارون .. فررتم في سبيل الله .. فرد رسول الله صلى الله عليه و سلم : بل هم العكارون الكرارون…
نعم يا أبطال بابا عمرو .. أنتم العكارون الكرارون بإذن الله.
واعلموا يا أبطال حمص .. أن بعد بابا عمرو يأتي الفتح كما جاء بعد مؤتة .. فتح مكة.
لقد اقترب الفتح إن شاء الله ، لقد نادى أبطال بابا عمر العالم الحر أن ” أعيرونا مدافعكم لا مدامعكم .. وأنقذوا أطفالنا بدعمكم لا بحروفكم .. وامسحوا عن أمهاتنا عناء الفراق بشيء مما في خزائنكم .. لا تُهدونا خطاباتكم ولا كلماتكم .. ولا تمنحونا اجتماعاتكم ولا بياناتكم .
لن يُحيي أسَفكم مَن كان تحت الرماد ولن يوقف قلقكم سيل الدماء .. هي كلمة واحدة نناشدكم بها اليوم.
ادعموا جيشنا الحر بسلاحكم وإلا فلا تجعلونا حتى بأحلامكم.
إن لعنة بابا عمرو ستلاحق المجتمع الدولي، عبر التاريخ وستظل صرخة في ضمير الإنسانية ، ولن تستطيعوا الاستمرار في مسرحياتكم التعيسة، مابين متخاذل ومتآمر ، ومتقاعس عن النصرة . فبابا عمرو صامدة تتحدى برمادها وخرابها ، فأين أنتم يا دعاة حقوق الإنسان؟. أين أنتم أيها العرب من إخوانكم الذين يذبحون؟. أين أنتم أيها المسلمون؟. لقد فضحكم أصحاب بابا عمرو ، و أنزل لعناته على كل متبجح بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان .
بابا عمرو الشهيدة عرّت وجوهكم القبيحة ، فشهداء بابا عمرو تجلوا بموتهم كأصحاب الأخدود ، أما أنتم فلتغرقوا في أوهام الحدود ؛ وقبلات الخدود؛ وقراركم المردود.
أما أنتم يا أبطال بابا عمر ، فإننا ننحني أمام رباطة جأشكم ؛ وثباتكم أيها الأشاوس الصناديد، يامن لقنتم زبانية الضلال ومجوس العصر درسا أقض مضاجعهم ، ومرغ سفالتهم في أتون ضلالهم ..
لكم منا ألف تحية .. سلامتكم نصرا لنا ؛ وانسحابكم عز و فخار، أنتم العكارون الكرارون ، وستكرون عليهم بعون الله ؛ لتردوهم في قاع النذالة التي خرجوا منها … فأنتم رجال لا تهون؛ تكون أو لا تكون ، في هذه المعركة التاريخية .
فشكرا بابا عمرو وشكرا كتائب الجيش الحر البطل. عملتم ما بوسعكم؛ وصمدتم صمود الأبطال. والثورة مستمرة والنصر آت بإذن الله :
” سأحمل روحي على راحتي *** وألقي بها في مهاوي الردى***
فإما حيــاةٌ تسر الصـديق *** وإما ممـات يغيظ العــدا ***
ونفس الشـريف لها غـايتان *** ورود المنـايا ونيـلُ المــنى***” .
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق