بالأمس وحسب سوريون نت دعا المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية تيارات المعارضة في سوريا، الجيش السوري الحر الذي شكله العقيد المنشق رياض الأسعد، إلى عدم تنفيذ “عمليات هجومية ضد” كتائب الأسد، كما أعلن رئيس المجلس في باريس الأربعاء.وأعلن برهان غليون اثر لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه في باريس “نأمل أن يتحرك هذا الجيش في المهمات الدفاعية لحماية الجنود الذين غادروا الجيش والمتظاهرين السلميين. لكن من دون أعمال هجومية ضد مواقع الجيش النظامي”.و قد أعلن الجيش السوري الحر في 16 تشرين الثاني/نوفمبر إنشاء مجلس عسكري مؤقت لإسقاط النظام وحماية السكان وتجنب الفوضى.
وكان سوريون نت نقل عن مصادر موثوقة طلب برهان غليون من وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الضغط على تركيا لوقف عمليات الجيش السوري الحر، وهو ما نفاه لاحقا مصدر مسؤول في المجلس الوطني السوري دون أن يحدد اسمه، ولكن يبدو أن تصريح غليون اليوم أكد ما نشرته سوريون نت للوهلة الأولى
ففي الوقت الذي تكيل فيه كتائب الأسد كافة صنوف العذاب على الشعب الباسل في جميع أنحاء البلاد ، نرى رئيس المجلس الوطني يمارس حنكته السياسية ويبرز كمفاوض بارع ولكن لا أدري باسم الشعب السوري أم باسم كتائب الأسد ، فتارة يتهم الشعب الثائر بممارسة القتل الطائفي ، ويناشده الالتزام بالسلمية وهو يُذبح كل يوم ، وتارة يتبرأ من الجيش السوري الحر المنشق ، و تارة أخرى يطالبه بوقف العمليات ضد كتائب الأسد .
فهل اختار الشعب ممثلا عنه ليدافع عنه أم ليدافع عن كتائب السد ، كيف يستطيع هذا الشعب المكلوم أن يأمن رجلا لا يستطيع أن يتحدث مع الجميع بوضوح تام حول مطالب الشعب السوري ؛ سواء أمام الجامعة العربية أو أمام العالم .
ألم يلحظ كيف أن الجليل مصطفى عبد الجليل منذ أن حمّله الشعب الليبي الأمانة كان واضحا ، متجها نحو هدفه مباشرة ، لم يداهن ولم يواري ، فهذه المرحلة لا تحتمل العمل السياسي ، هذه المرحلة تحتاج إلى التوجه المباشر نحو الهدف دون مواربة ، فالوقت لا يخدم السياسيين .
ربما الغليون لم يدرك أن هذه ثورة ، وربما يقول مع القائلين بأن هذه أزمة ، بين فئات من الشعب وتحتاج إلى تطبيق بعض الحلول الديمقراطية .
إن الحكيم هو الذي يتعظ من غيره ، ولا ينتظر ليتعلم من نفسه ، ألم يعلم أن
((الثورة قبل السياسة فمن عكس انتكس)) . فإن كان طامعا بمنصب كبير في الحكومة السورية أن متأكد أن الأسد وعصابته يستطيعون تلبية طلبه اليوم ، لأنهم يمارسون السياسة كما يمارسها هو الآن .
الثورة السورية تحتاج إلى ثائرين ولا تحتاج إلى سياسيين ، فالثورة أولا والسياسة تاليا ، وليس العكس ، والمثالية في الحلول السياسية ليس لها مكان في الثورات العربية .
فالمطلوب اليوم أن يكون الغليون ممثلا للثوار في الداخل والخارج : فهل من مجيب؟
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق