كلنا شاهد الإجرام العظيم لنظام المغتصبين للسلطة، وكلنا توارده خواطر وأفكار، عن الحلول الممكنة .
فمنذ البداية جميع السوريين يتطلعون إلى نهاية للوضع السوري المأساوي، ولكن المشكلة كانت فيمايلي:
- بداية نجد أن المحددات التي وضعها الثوار الأباة في بداية الثورة كانت ( السلمية – رفض التدخل الخارجي – رفض الطائفية ).
- بينما كانت محددات النظام ( استخدام السلاح – الاستعانة بالخارج – استغلال الطائفية ).
لكن الملاحظ أنه مع تصعيد الثوار تظاهراتهم يزيد النظام من عنفه وينشر المزيد من الشبيحة والأمن والجيش وقناصة حزب اللات وإيران .
لذلك وصلنا إلى مرحلة حاسمة تحتاج إلى مراجعة شاملة وإستراتيجية لجميع المتغيرات الداخلية والخارجية للثوار وللنظام .
فالمتغيرات الداخلية التي يمتلكها الثوار هي ( التنسيقيات – الإيمان – الصبر – دماء الشهداء – الأسرى – المفقودين – الخسائر المادية – والمعنوية – انشقاق بعض عناصر الجيش والأمن الشرفاء).
أما المتغيرات الخارجية التي يمتلكها الثوار فهي ( الإعلام – التعاطف الدولي المتزايد – المغتربين السوريين – المعارضة الخارجية – الدعم المادي والمعنوي الخارجي – التمثيل الدبلوماسي – العقوبات الدولية )
في حين أن المتغيرات الداخلية التي يمتلكها نظام الأسد ( أموال الدولة – الإعلام الرسمي والخاص – أعضاء حزب البعث والجبهة الوطنية التقدمية الموالين للنظام – الأمن – الجيش الموالي – التجار المرتبطين بمصالح مع أزلام السلطة – الحكومة ومرافقها ).
أما المتغيرات الخارجية فهي ( الصمت الدولي – دعم بعض الدول الكبرى مثل روسيا والصين – مساندة كل من إيران وحزب اللات – معارضة أربع دول في مجلس الأمن لأي قرار من مجلس الأمن وهي الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا و لبنان – الصمت العربي والجامعة العربية – البترول – المصالح المتبادلة - الإعلام الخارجي الموالي للنظام) .
إذا إن أردنا أن نحسم النهاية لمصلحة الثورة يجب أن نتعامل مع متغيرات النظام الداخلية والخارجية ونحولها لمصلحة الثورة أو تحديد أثارها على الثورة ، فبقدر ما نستطيع التغلب على تلك المتغيرات نقترب من نقطة الحسم ، فمثلا الجيش والأمن الموالي للنظام ، كلنا يعلم أن أفراده هو من أبناء الشعب ، فيجب توعية الأهالي لتحريض أبنائهم على الانشقاق والخروج بأسلحتهم وتحويلهم من أداة بيد النظام إلى أداة لحماية المتظاهرين .
مثال آخر نحن نعلم أن روسيا والصين تحتاج إلى قوى عظمى لإقناعها بالتخلي عن النظام ، فيجب الضغط على الدول الكبرى الأخرى مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا للضغط على روسيا لإقناعها ، لأنهم لا يفهمون إلا لغة المصالح فإذا انتهت المعارضة من تشكيل مجلس انتقالي يفاوض تلك الدول على مصالحها المستقبلية ، ومساندة الدول الكبرى لهم في مجهودهم ، عندئذ يمكن أن نكسب أصواتهم وبالتالي نضمن صدور قرار من مجلس الأمن يدين النظام ويحوله إلى محكمة الجنايات الدولية وإيقاف إمداد السلاح للنظام ، ومراقبة الأجواء السورية ومنع الدول المارقة مثل إيران والعراق ولبنان ، من مساندة النظام بالسلاح والمال والبترول . ومساندة تركيا وحثها على الإسراع في إنشاء المنطقة العازلة والتي تكون النواة في تأسيس حركة الضباط الأحرار ومدها بالعتاد والسلاح.
فالعوامل الخارجية هي سلسلة مصالح متراكبة ، فالهند وجنوب إفريقيا والبرازيل تحتاج إلى ضغط بسيط من قبل الدول الكبرى و توجيه المعارضين السوريين للاتصال مع حكوماتهم لبيان الحقائق وكسب تأييدهم ، وبث برامج من خلال إعلامهم المحلي بلغاتهم لكسب التأييد الشعبي وتكوين مجموعات الضغط داخل تلك الدول.
وأكثر ما نحتاج إليه اليوم هو التسارع في التعامل بطريقة منهجية ومتسارعة لكسب عناصر الحسم للوصول إلى النتائج المرجوة .
نأتي في النهاية لوضع رؤيا للإجراءات العملية لحسم النتائج
السيناريو المحبب للسوريين هو السيناريو العربي والذي يفضله الكثير من المعارضة وذلك بتشكيل مجلس انتقالي للمعارضة يكون حكومة بديلة يتم التواصل من خلالها مع الجامعة العربية والدول ذات التأثير الحاسم كالسعودية ومصر ، لتشكيل قوة عربية بعد الانتهاء من تشكيل منطقتين عازلتين في الشمال والجنوب ويتم تدريب تشكيل حركة الضباط الأحرار ودعمها بالإمكانات التعبوية والسلاح ، إضافة إلى منطقة حظر جوي وبحري ،فوق الأراضي السورية وعلى الساحل السوري واللبناني، وصدور القرارات اللازمة من الجامعة العربية لوضع الترتيبات اللازمة لتنفيذ ذلك ، و الضغط على دول مجلس الأمن لاستصدار القرارات اللازمة لمحاكمة أزلام النظام. وأعتقد أنه السيناريو الأقرب إلى المعقولية ، القبول . ويتوافق مع مبادئ الثوار.
- السيناريو الليبي :
مع استمرار رفض بعض الدول صدور قرارات إدانة وتدخل عسكري فإنه يمكن اتخاذ إجراءات من قبل حلف الناتو وبالتنسيق مع تركيا للتدخل العسكري المباشر مع فرض حظر جوي وبحري ، دون استصدار قرارات من مجلس الأمن ، وضرب جميع الأهداف العسكرية السورية المنتشرة في المدن ، ويكون هذا السيناريو قريب من السيناريو الليبي ، لأنه يكون بالتوازي مع تشكيل معارضة مسلحة تكون نواتها حركة الضباط الأحرار. للتعامل مع العناصر الموالية للنظام. وتكون بإشراف الدول الكبرى لمنع الانزلاق إلى حرب أهلية ، وضمان ولاء الجيش الجديد للتوجهات والالتزامات الدولية. وبالتوازي الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام . مع منعه من الاستفادة من عوائد نفطه.
أما السيناريو الدبلوماسي:
فيكون من خلال فرض حل دبلوماسي عن طريق روسيا والصين وبرعاية من مجلس الأمن والضغط على المعارضة والنظام للتوصل إلى تغيير ديمقراطي يضمن سلامة النظام من جهة وتلبية طلبات الثوار مع محاسبية لمجموعة من أزلام النظام المتورطين بالدماء السورية ، ولكن هذا الحل مستبعد ، لأنه غير مقبول بعد إراقة كل هذه الدماء.
- سيناريو استنزاف النظام :
وهو أسوأ السيناريوهات بحيث تترك الأمور تتطور بنفس الوتيرة ، وترك النظام ينهار اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وأخلاقيا، مع استمرار تزايد وتيرة العقوبات السياسية والاقتصادية والضغط الخارجي ، ودعم حركة الضباط الأحرار ، وتقديم الدعم اللوجستي والمادي ، وتزويدهم بالعتاد والسلاح . ويخشى في هذا السيناريو من الانزلاق إلى الحرب الأهلية وتسلح الثوار بطريقة غير منظمة .
مع تزايد البطش واستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي والصواريخ في دك المدن والقرى لإجبار الثوار التراجع والتخلي عن الثورة .
وفي النهاية نأمل من الله العزيز الحكيم أن يجعل نهاية هذا النظام سريعة وأن يسلّم الشعب السوري من كل ظالم متكبر ، وأن يكرمنا الله بمعجزة من لدنه في هذا الشهر الفضيل ، ويجعل كيد هذا النظام في نحره إنه على كل شيء قدير.الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق