طائرات أمريكية بدون طيار !!.... ماذا تفعل فوق سوريا ؟؟

أعلنت قناة "إن بي سي" الأمريكية في 17 فبراير شباط أن عدداً كبيراً من الطائرات الأمريكية من دون طيار تعمل في سماء سوريا لجمع المعلومات، موضحة أنها ترصد الهجمات العسكرية السورية ضد قوى المعارضة والمدنيين، ونقلت القناة عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن هذه المراقبة ليست من باب التحضير لتدخل عسكري أمريكي في سوريا، بل إن إدارة أوباما تأمل في جمع الأدلة فوق البصرية وقراءة تحركات الحكومة السورية والاتصالات العسكرية لاستخدامها لاحقاً في الدفع باتجاه استجابة دولية واسعة النطاق ضد النظام في دمشق.
طبعاً هذا هو الخبر كما تم بثته القناة وتناقلته وسائل الإعلام ولقراءة هذا الخبر ضمن معطيات الوضع السوري المعقد سواء على الصعيد السياسي أو الصعيد العسكري لا بد من أخذ جميع العوامل بعين الاعتبار وهي ما يلي:
1.  زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس الاستخبارات الروسي ميخائيل فرادكوف اليهودي الأصل لبشار وعصابته وقد تحدثت الأخبار بأن الروس قد اشترطوا على بشار مقابل دعمه تفعيل قاعدة قاسيون للاتصالات والتجسس وربطها مباشرة مع روسيا.
2.  تزايد حدة العنف والهجمة البربرية من قبل كتائب الأسد على المدنين العزل في حمص والزبداني وإدلب ودرعا بشكل لم يسبق له مثيل، وبنفس الوقت ازدياد وتيرة الانشقاقات العسكرية على الأرض السورية وعدم قدرة عصابات الأسد على الحسم في أي منطقة.
3.  انسحاب حاملة الطائرات الروسية من ميناء طرطوس ودخول سفينتين حربيتين إيرانيتين بديلاً عنها للميناء السوري.
4.  ظهور دعوات من قبل بعض أفراد القاعدة بأنهم يدعمون الثورة السورية وتأكيد ذلك من قبل بشار وعصابته في محاولة لخلط الأوراق وإشعال المنطقة أكثر.
إن العوامل السابقة تقودنا إلى مناقشة كل السيناريوهات المرتبطة بدخول هذه الطائرات إلى الأجواء السورية والهدف من عملها في مثل هذا الوقت وهنا سنناقش كل سيناريو بشكل منفصل.
السيناريو الأول: رصد هجمات كتائب الأسد ضد المدنيين: وهذا هو السبب الذي أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية من نشر الطائرات وبالطبع فإن هذا الكلام الرومانسي لا يقنع أحداً خاصة نحن السوريين الذين اعتدنا الموت على مدى 11 شهر من عمر الثورة، علماً أن أعمال القصف التي تنفذها مدفعية وصواريخ الأسد مصورة وبشكل كامل من قبل الأقمار الصناعية وليس هناك من داعي لإرسال طائرات بدون طيار.
السيناريو الثاني: التنسيق مع بشار للقضاء على الجيش الحر: تحدثت عنه إحدى تنسيقيات الثورة السورية وفيه تقول أن القدرات العسكرية لبشار الأسد وعصابته قادرة على إسقاط هذه الطائرات ولكنه لا يريد إسقاطها لأنها ترسل له معلومات وبيانات عن الجيش الحر وأماكن تواجده ليقوم هو  باستهدافه في كل من حمص وإدلب وجبل الزاوية، وأنا أرى أن هذا السيناريو غير مقنع أبداً، فتواجد الخبراء الإيرانيين والروس يغني بشار وعصابته عن الاستعانة بالأمريكان كما أن الأمريكان لن يدفعوا بأسلحتهم المتطورة لمساعدة مجرم مثل بشار وبما يعرضهم لكشفها أمام الإيرانيين والروس، كما أن احتمال اكتشاف بشار وعصابته لهذه الطائرات وإسقاطها هو احتمال ضئيل لأنه بحاجة لتقنيات متطورة غير موجودة لديه.
السيناريو الثالث: جمع المعلومات والاتصالات من قبل الأمريكان وكسب الوقت من قبل بشار: وفق هذا السيناريو فإن دخول هذه الطائرات تم بناء على طلب بشار والذي أخبر أمريكا أن القاعدة انتشرت في سوريا وطلب منها إدخال طائراتها وهو بذلك يستفيد من عدة نواحي، الناحية الأولى أن يكسب مزيد من الوقت في القضاء على المعارضة والثورة، والناحية الأخرى طمعاً بأن يخفف الأمريكان ضغوطهم على بشار وعصابته أما الهدف الأخير هو تقديم هذه الطائرات للخبراء الروس والإيرانيين كدورة تدريبية مجانية على اكتشاف طائرات التجسس الأمريكية، بينما تصرح أمريكا علناً أن هدف هذه الطائرات كشف تحركات الجيش الحر وكتائب الأسد وتمركزهم وتعداد قواتهم لعمل بنك معلومات عن الجيش الحر وكتائب الأسد ولا ننسى أن هدف هذه الطائرات الخفي ليس التقاط الصور كما تقول بل التدخل والتجسس على الاتصالات وإعادة الإرسال، والهدف الخفي الآخر للأمريكان معرفة ما تقوم به إيران وروسيا على الأرض السورية.
وأنا أجد أن هذا السيناريو الأقرب للواقع وما يدعم كلامي أن عصابة الأسد لم تعلق على الموضوع ولم تتشدق كعادتها عن الممانعة والمقاومة بينما تحلق هذه الطائرات فوق حمص وحماة وإدلب وفوق القصر الجمهوري أيضاً.
إن هذا السيناريو يقدونا للاستنتاجات التالية: أولاً: إن عصابة الأسد لم تكن مقاومة أو ممانعة سوى للشعب السوري، وما قبول الأسد بتحليق هذه الطائرات فوق أرضها إلا لأنه يعلم أن كتائبه وأرضه مخترقة ومكشوفة تماماً ليس من قبل الروس والإيرانيين بل من قبل إسرائيل وأمريكا أيضاً، لذلك عملاً بمبدأ ((أكثر من القرد ما مسخ الله)) وافق على هذه الخطوة، وهذا يذكرنا بأن جيش الأسد ليس بجيش مؤهل لدخول أي حرب سوى حربه الحالية ضد شعبه الأعزل وهذا هو الهدف في الأساس من إنشاء هذا الجيش العقائدي الأسدي. ثانياً: مدى الضعف والذل والهوان الذي وصل له بشار وعصابته حيث أصبح يقبل بدخول أمريكا عدوه الأول وعمل ما تشاء في سوريا من شمالها لجنوبها ليس بمقابل سوى بعض الوقت الذي يحتاجه كما يقول للقضاء على الحركة الاحتجاجية. ثالثاً: مدى حقارة وانحطاط هذه العصابة المجرمة التي تحكم سوريا والتي تقبل بأي شيء مقابل بقائهم في السلطة وعلينا نحن كثوار أحرار أن نتوقع منهم أي شيء مهما بلغت درجة قذارته.
في الختام أقول أن للجيش الحر وسائله المناسبة في التعامل مع هذه القضية، ولعل الابتعاد عن الوسائل التكنولوجية في الاتصال والعودة المراسلات المكتوبة والرسائل المشفرة أو حتى للحمام الزاجل سيحل القضية كلها بإذن الله.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق