لكل من تابع حلقة أمس الثلاثاء من الاتجاه المعاكس كان يدرك من الوهلة الأولى "حتمية سقوط بوق النظام" ليس فقط لإفلاسه الأخلاقي والسياسي والإعلامي وإنما لبلوغ الوضع في البلاد حد لا يمكن تعميته بالكذب والفبركات الدعائية .
لقد كان في حلقة أمس رسالة لكل حصيف من الثوار، أراد النظام أن يوصلها من خلال بوقه هي أن للشعب الخيار "فإما النظام أو الخراب" ، وهذا كان واضحا في سياق الميلودارما الهزلية التي قادها الغير مأسوف على انتمائه لهذا النظام الزائل بإذن الله.
الأمر الآخر الذي تبين (( أن مقدم البرنامج حاول في حلقته هذه التغطية على فشله في اختيار ضيوفه ، والتي لا أشك أنه كان موجها فيها نحو إنقاذ ما تبقى من أوراق النظام ،)) والسؤال هو: هل سيسمح له النظام بتكرار نفس السيناريو في الحلقات القادمة؟ .
أيضا العبرة من هذه الحلقة هي في توضيح فكرة مهمة جدا: أن "لكل مقام مقال" ، فالجنرال مكانه في ساحة القتال ، أما الحوار فسلاحه الفتاك في التحضير الجيد وفي طلاقة اللسان، وبالتالي نحن لا نشكك في وطنية أي معارض للنظام ، فكلنا عانى ما عانى من النظام، ويريد الخلاص ؛ ولكن النية وحدها لا تكفي في هذا التوقيت ، وإنما نريد توظيف الطاقات المناسبة في الأماكن المناسبة، فالناجح هو الذي يسخر المتغير المناسب في سبيل تحقيق أهدافه بكفاءة وفعالية عالية ، فالمعركة تحتاج الجميع ولكن كل في ميدانه.
نحن ندرك حقيقة سقوط النظام إعلاميا وأخلاقيا وسياسيا ، ولكن نريد من الثوار أن يتقدم من هو قادر على تسليط الضوء على هذا السقوط ، بكياسة وفطنة ودهاء ، وهذا ما تم توفيره باعتقادي في هذه الحلقة .
النقطة الأخيرة ، نرجو من جميع المتحاورين في الحلقات القادمة ، الاستفادة من الصور قدر الإمكان ، و التعبير الكلامي المستفز للخصم ، مع الحفاظ على الهدوء الظاهري ، والتعامل بعنف إعلامي مع الخصم لإجباره على الخروج عن سياق الحلقة ، وفقده الاتصال مع الوريقات التي بين يديه ، والتي يحاول تجميع أفكاره من خلالها.
أنا أدرك أن "الحق أبلج والباطل لجلج " ولكن "المؤمن دائما كيسٌ فطن" فمن أراد النتيجة أعد لها عدتها ، وعدة إسقاط النظام ، هي توظيف الطاقات لدرء خطر اللئام .
الدكتور حسان الحموي
الحريه لشعب سوريا العظيم
ردحذفاعظم ثوره في التاريخ