بعد أن استنفذ العالم كل خطوطه الحمر التي كان يضعها أمام بشار وعصابته ، لجأ مؤخرا لاستخدام مصطلح أخر من مصطلحات الدبلوماسية السياسية ، ولكن هذه المرة بمفهوم مختلف ، وأصبحت العبارة الأكثر استخداما في المأساة السورية " إن استخدام القوة ضد بشار خط أحمر ، أو بعبارة أخرى ، " نحن نعارض أي تدخل عسكري في المسألة السورية" ، أو بعبارة ثانية ، نحن ضد أي تدخل خارجي في الموضوع السوري".
في الأمس قالها المرزوقي للمجتمعين في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري ، و اليوم يعيدها منصف المرزوقي والرئيس التركي عبد الله غل في مؤتمر مشترك بتونس ويؤكدا عن رفضهما لتدخّل أي قوة من خارج المنطقة في سوريا، لكن تونس أبدت رغبتها بالمشاركة في أي قوات حفظ سلام عربية ترسل إلى هناك!.
أيضا جاء ذلك على لسان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان عندما قال :" إن أي تدخل عسكري في سوريا في الوقت الراهن سيزيد الأمور فيها سوءا، مؤكدا حاجة الشعب السوري إلى مساعدة ولكنها يجب أن تكون من خلال الطرق الدبلوماسية".
في حين بطلا دبلوماسية المعارضة برهان غليون وهيثم مناع ؛ مازالا يؤكدان على سلمية الثورة ، ورفض تسليح الجيش السوري الحر ، و لا يقتصر دور عميل النظام السوري هيثم المناع على منع التدخل العسكري على سوريا ، بل أيضا تخويف العالم من القادم السلفي بعد زوال النظام ، واستخدام فزاعة القاعدة لإثبات نظريته التي لا يترك مناسبة إلا و يؤكد فيها أن هناك عناصر من القاعدة ترتكب المجازر في سوريا، ويقول:" أنه تم العثور على جثث لعرب في منطقة بابا عمرو، وهو يقصد من وراء ذلك إقناع العالم بادعاءات بشار وعصابته، بوجود العصابات المسلحة ، والتي حملها مندوب روسيا إلى مجلس الأمن ليرمي بالتهم تارة نحو ليبيا وتارة أخرى نحو المملكة العربية السعودية.
كل ذلك في ظل مواصلة كتائب الأسد عملياتها في مناطق مختلفة وسط مخاوف من هجوم واسع على محافظة إدلب التي تعد أحد المعاقل الرئيسية للجيش السوري الحر.
وربما ستكون إدلب (ستالينغراد) الثورة السورية، حيث تواردت أنباء متواترة أن أعداد الجيش السوري الحر في مدينة إدلب وحدها تجاوز 30 ألف .
وفي تصعيد واضح من الأسد فإنه يقوم بحشد كتائبه لاقتحام المدينة في سبيل إرجاعها لسيطرته على غرار بابا عمرو، خوفا من تحولها لبنغازي جديدة .
حيث من المتوقع أن تخوض كتائب الأسد معركة حامية الوطيس. وربما تكون هذه المعركة حاسمة في معركة الشعب الثائر مع كتائب الأسد، ففي حال استطاعت القضاء على كتائب الجيش السوري الحر، حينها سوف يكسب الأسد المزيد من الفرص لإخماد الثورة، وفي حال فشله، فربما يكون ذلك ذريعة لتدخل دولي.
و ربما بالتزامن مع معركة إدلب تنتفض المدن الجنوبية في سهل حوران والتي حصلت مؤخرا على كميات أسلحة بعد الانشقاقات التي حصلت في اللواء 61، واغتنام كميات من الذخائر والأسلحة من مستودعاتها.
أيضا انتفاضة المنطقة الشرقية والتي تنامي عدد كتائبها التي انطوت وتشكلت تحت أمرة لواء جعفر الطيار، حيث بلغ عددها (26) كتيبة وهي على النحو التالي:
كتيبة الحمزة
كتيبة أسود الجزيرة والفرات
أبو عبيدة بن الجراح
كتيبة الحارث
كتيبة زيد بن الحارث
كتيبة أحرار البكير
كتيبة نمور العكيدات
كتيبة ملتقى النهرين
كتيبة سعد بن أبي وقاص
كتيبة أحرار العكيدات
كتيبة الزبير بن العوام
كتيبة أبو حمزة الكويتي
كتيبة المهاجرين
كتيبة عقبة بن نافع
كتيبة الأنصار
كتيبة عبد الله بن عمر
كتيبة البراء بن مالك
كتيبة اسامة بن زيد
كتيبة عبد الله بن رواحة
كتيبة أبو سعيد الخدري
كتيبة جابر بن عبد الله
كتيبة مشعل تمّو
كتيبة أويس القرني
كتيبة أبو موسى الأشعري
كتيبة حذيفة بن اليمان
كتيبة أبو بكر الصديق.
هذا غير الكتائب التي هي قيد التشكيل والتي ستعلن قريبا إن شاء الله .
وربما تكون بداية النهاية لهذا الطاغية بإذن الله، فالنظام السوري لا يفهم غير منطق القوة، ولابد من مجابهته بالقوة، ومن حق الشعب السوري استلام زمام المبادرة ووضع الخطوط الحمر أمام هذا النظام؛ بعد الحصول على السلاح للدفاع عن نفسه.
فهل يعلم العالم ماذا يريد من هذا الطاغية ؟
فلو أنهم علموا ما معنى الخط الأحمر لطلبوا منه الرحيل ولو بالقوة.
وهل يعلم الشعب السوري ماذا يريد؟
ولو أنهم علموا جميعا ماذا يريدون لما اختلفوا على إزالة هذا الطاغية منذ اليوم الأول من الثورة السورية.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق