في محاولة لتجميل الوجه القبيح للنظام الطائفي؛ والجرائم الدنيئة لكتائب الأسد ضد المقدسات الإسلامية ، سارعت الأجهزة الأمنية بالأمس إلى عقد مؤتمر لشيوخ السلطان في بلاد الشام؛ لنصرة ما يسمى بالأقصى!!
نظمته وزارة الأوقاف في دمشق ؛ بالتعاون مع تجمع عملاء المسلمين في لبنان، و طبعا برعاية الطاغية.
هذا المؤتمر جاء تحت عنوان: "الأقصى صرخة حق في وجدان الأمة".
و قد حضر هذا المؤتمر لفيف من ما يدعون بمشايخ السلطان في لبنان وسورية والأردن وفلسطين من الذين استطاع الطاغية وأزلامه تجنيدهم إما كرها أو (طوعا بالمال) .
والغريب في الأمر أن الجميع تداعى إلى توحيد الصفوف في سبيل تحرير القدس من أيادي المحتل، و دعم الطاغية في مسيرة الإبادة التي يقودها ضد شعبه حفاظا على ما يسمى الدور الإقليمي والمحوري لخط الممانعة.
وطبعا لم يفت على الطاغية إضافة بعض النكهات على المؤتمر من الطوائف والأديان الأخرى مثل عميل المخابرات السورية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس لحام ، والأهم كان حضور البوطي وقبلان و احمد الزين ، وحتى يكون لهذا المؤتمر مصداقيته لا بد من ممثلين عن مؤسسة القدس الدولية ؛ و طبعا مفتي الإجرام الأسدي.
حيث تسابق الجميع للإشادة بالدور الريادي لسورية في المقاومة والممانعة و الدفاع عن القدس والأراضي العربية المحتلة ، إضافة إلى شجب عمليات تهويد القدس والانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى والمقدسات.
ولم يفت هؤلاء المؤتمرين مناقشة دورهم في هذه المرحلة، وخاصة في صياغة أبعاد المؤامرة التي يتعرض لها راعيهم بشار؛ ومحاولة النيل من مواقفه الوطنية والقومية حسب ما يدعون طبعا.
و كان لابد من التنديد بالفكر التكفيري والفتاوى التحريضية ضد بشار وطائفته ، و تحميل المجتمعين مسؤولية مواجهة المؤامرة التي تحاك عليه.
إن هذا التناقض الفاضح في توقيت ومكان انعقاد المؤتمر جعل الجميع يتساءل :
- أين هؤلاء المعممين من دماء المسلمين التي تُراقُ كلَّ يوم في سورية ؟!!
- أين نصرتهم لأعراضهم التي تنتهك كل يوم في سورية على يد أقذر جيش عرفه التاريخ ؟!!.
- أين هم من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم التي وردت في الطبراني ، ((من آذى مسلما بغير حق فكأنما هدم بيت الله))، و في النسائي ((قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا))، و في ابن ماجة (( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق)) ؟!!.
- ألم يعلموا أن تجارتهم قد بارت بعد كل هذه الدماء الطاهرة التي سالت على أرضنا الطاهرة؟!! .
- ألم يسمعوا بانتهاك أعراض المسلمين ، وذبح الأطفال على يد الطائفيين من عصابات راعيهم بشار ) ؟!!
- ألم يسمعوا بقصف المساجد وهدم المآذن وإحراق المصاحف في سوريا على يد كتائب بشار؟!!.
- كيف هانت عليهم مساجد الله في الشام وأرواح المسلمين ، وثارت غيرتهم على دماء الفلسطينيين في فلسطين والمسجد الأقصى في القدس؟!!.
- هل الدم الفلسطيني أغلى عند الله من الدم السوري ، وهل بيت الله (مع قداسته أين ما كان ) في فلسطين مقدس وفي الشام غير مقدس ؟!!.
- ألم تستثار غيرتهم على دماء إخوانهم السوريين ومساجد المسلمين في الشام أم أن الأمر جاء هكذا من الفروع الأمنيّة ؟!!.
- كيف يستطيعون نصرة الأقصى والقضية الفلسطينية وهم يرزحون تحت نير احتلال أسدي أشد ظلما وطغيانا من إسرائيل ؟!!
لكن عندما تغيب القداسة عن رجال الدين و يتخلى العالِمُ عن حيائه ، فإنه يفقد التقوى، ويتحول إلى موظف لدى سلطانه، وليس وليا لله في أرضه، ومثل هؤلاء لن يستطيعوا نصرة أحد .
إنّ هذا المؤتمر لم يَكُن ينقُصُه إلا كلمة (راعيهم) !! .
ولا عزاء للأقصى أن نصره عملاء الشام !!.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق