لماذا عصابة الأسد هي المسؤولة عن تفجيرات دمشق

بلغت مؤخراً الثورة السورية المباركة مرحلة الحسم ومع دخول دمشق وحلب بثقليهما كأكبر مدينتين في سوريا لخط الثورة، ومع استنفاذ الدبلوماسية الخارجية لمهلها كلها وآخرها مهلة كوفي عنان، ومع اقتراب إعلان الثوار والجيش الحر لساعة الصفر فقد كان لزاماً على عصابة الأسد مواجهة ذلك كله بتصعيد القتل والقصف والاعتقالات والوحشية في كل المناطق السورية بلا استثناء ، ولكن كما نعلم فإن النظام لا يستطيع استخدام دباباته وصواريخه في قصف مدينة دمشق في المرحلة الحالية وهو الذي يتحدث عن الأوضاع الهادئة في دمشق، فكيف السبيل إذا للضغط على الدمشقيين والقاطنين فيها سوى بافتعال تفجيرات هائلة يذهب ضحيتها عدد من معتقلي فروع الأمن وبعض ممن لا يثق بهم من عناصره مع بعض المدنيين في الشارع أو المنطقة التي يحصل فيها التفجير.

فقد استيقظ سكان دمشق يوم الخميس 10 مايو أيار 2012 على أصوات تفجير هائل في منطقة القزاز تبين أنه تم في فرع فلسطين وقد راح ضحيته ما يقارب الأربعين شهيداً مع عدد كبير من الجرحى بالإضافة لخسائر مادية في المنطقة: وسارعت وسائل إعلام النظام لاتهام الجماعات المسلحة التي تسميها والمدفوعة من قبل قطر والسعودية وتركيا و..و.. الخ في ارتكاب التفجير، وهنا نذكر بعض الملاحظات على هذا التفجير.

الملاحظة الأولى: لماذا هناك عدة شهداء مقيدين وآخرين لم ينزفون كما في الصور التالية

مع ان السيارة محطمة تماما من التفجير ولكن جثة الشاب في داخل السيارة لم ينزل منها ولا نقطة دم واحدة ... السؤال كيف استشهد هذا الشهيد



لماذ الشهيد الظاهر في الصورة يبدو وكأنه لم يكن يلبس ثيابه العادية كالبنطال مثلاً؟ هل أصبح الناس يسيرون في الشوارع وهم بلباسهم الداخلي؟ طيب إن كان هذا بفعل التفجير أين طار البنطلون؟ هل من المعقول لم يبقى منه أي أثر على أرجل الشهيد؟
واخيرا لماذا هناك أربطة على خصر الشهيد ويديه؟

 الملاحظة الثانية: ما هي الفائدة التي ستجنيها العصابات المسلحة كما يدعي النظام من القيام بمثل هكذا تفجير ؟ مع العلم بأن التفجير لم يصب أياً من قادة ورؤساء المركز الأمني الذي حدث بجانبه ولم يوقع ضحايا سوى من صغار رجال الأمن مع عدد كبير من المدنيين، الثورة والثوار والجيش الحر هم الخاسر الوحيد من هكذا تفجير لأنه يلوث ثورتهم وسمعتهم وبالأساس لن تعود عليهم مثل هذه التفجيرات بأي منفعة لا على المدى القصير ولا على المدى الطويل

الملاحظة الرابعة: هل يستحق نظام مثل عصابة الأسد أن تكون حاكمة لبلد وهي لا تستطيع بالأساس ضمان أمن شعبه ؟؟ أليس من المفروض بما أن هذا النظام غير قادر على حماية المواطنين أن يستقيل من منصبه ويسلم القيادة لمن هو أكثر منه كفاءة في قيادة البلد، أليس دخول العصابات المسلحة للبلاد واقتحامها عقر داره وعقر مقاره الأمنية دليل على فشله في إدارة البلاد، أليس فشل النظام في حماية نفسه وعناصره الأمنيين دليل كافي على فشله في حماية المواطنين وسبب كافي لاستقالته من الحكم.؟

الملاحظة الخامسة والأخيرة: ما الذي استفادته عصابة الأسد من هذا التفجير؟

وإجابة هذا السؤال أنقلها حرفياً من صفحة السيد إياد شربجي:

عشرة أهداف يعمل عليها النظام السوري من وراء تفجيرات دمشق..!!

الآن تجاوزنا صدمة ما حصل هذا الصباح في دمشق، وبتنا متأكدين من الفاعل، وبتحليل للواقع وتقاطعاته، نقول أن النظام السوري قام بتنفيذ هذه العملية البشعة بقصد تحقيق عدة أهداف حصرتها بعشر، والرقم ليس مهماً هنا بقدر أهمية المضمون:

1- دعم روايته أمام لجان المراقبة العربية بوجود تمرّد مسلّح وجماعات إرهابية في البلاد.

2- دفع الجامعة العربية لزيادة حجم التنسيق الأمني معه بداعي حماية الأمن الشخصي لأعضاء لجان المراقبة، وبهذه الطريقة يتمكّن من إحكام السيطرة على تحركات هذه اللجان وعرقلة عملها وتمرير سيناريوهاته التمثيلية أمامها.

3- إقحام عنصر جديد في المعادلة (القاعدة) بقصد تحويل أنظار العالم ولخبطة أوراقه نحو وجود قضية إرهاب في سورية تسللت على أعتاب الثورة.

4- تقديم مبرر لروسيا والصين للتذرع بوجود قضية إرهاب في سورية تستدعي ضرورة التعامل مع النظام كطرف ضامن لعدم تفاقمها، وقادر على قمعها (كما في السيناريو اليمني) .

5- زيادة جرعة العنف لدى عناصر الأمن سيما بعد أن تمت التضحية بعدد من زملائهم في هذه العملية، وهنا يلعب العامل الشخصي دوراً مهماً في ذلك.

6- إيجاد أرضية وتكوين رأي عام يدفع باتجاه وقف التظاهر بحجة دخول الثورة منعطفاً خطيراً صار فيه تنظيم القاعدة لاعباً على الأرض، وهكذا يصبح أمن البلاد هو الأهم، ويصبح المتظاهرون (مخربين).

7- استثارة مشاعر مؤيديه وغضبهم، وربما دفعهم للقيام بعمليات انتقامية بحق المتظاهرين (الإرهابيين) وهذا ما سيخفف عبئاً عن النظام، ولاحقاً قد يصبح تدخل الأمن لوقف عنف الموالين مطلباً للمعارضة ذاتها.

8- تصفية بعض المعارضين البارزين المحتجزين لديه في هذه الفروع، والذين يشكّلون خطراً على روايته، وهذه نقطة خطيرة للغاية في حال ثبت أنها نفّذت في تفجيرات اليوم.

9- إيصال رسالة خفية للمعارضة والمتظاهرين بأن النظام قادم على تصفية عنيفة واسعة تحت مسمى العمليات الإرهابية.

10- إيجاد مبرر لتكثيف الضغط الأمني وقمع الناشطين بحجة حماية المدنيين ومطاردة الإرهابيين .

لا أقول إن هذا سيحصل، بل هذا ما أعتقد أنه يخطط له، ومن يتابع الإعلام السوري الآن وطريقة تغطيته للحدث، سيكتشف أنه يسير في تطبيق جميع البنود أعلاه أو عدداً منها على الأقل.

حتى لو كان غبياً ومكشوفاً، لكنه سيناريو خبيث ومربك.... ويجب أن يكون لدينا السيناريو الخاص بنا.