روسيا واللعنة السورية

يقال أن مذيعة قناة الفونيا الروسية خرجت أمس على الهواء لتعلن أن أهالي الميدان في موسكو نزلوا إلى الشوارع لشكر ربهم -الذين لم يؤمنوا به بعد- على نعمة الثلوج التي تملأ شوارع موسكو ، وقد تجمد العديد منهم في الشوارع فلم يستطيعوا العودة إلى ديارهم قبل استجابة رب العالمين لهم،وأردفت قائلة: لك أهلنا وأهل موسكو بيشكروا ربهم على كل حبة ثلج نزلت ، فعلا اللي استحوا ماتوا. ...!!

إلا أنه بعد قليل خرج علينا الخبير الاستراتيجي مسلاتوف طالبوف ليقول أن هذه مؤامرة وأن بوتين قوي جدا وغالبية الشعب الروسي تؤيده ، وأن الذين نزلوا إلى الشارع لا يمثلون أغلبية الشعب الروسي ، وهم قلة لديهم بعض المطالب الإصلاحية التي تتعلق بنتائج الانتخابات البرلمانية فقط ، وأنه لم يوجد بينهم من يريد إسقاط النظام.. !!.
وقد قال حسونوف، المفتي العام لموسكو ، إن «روسيا مستهدفة بسبب تمسكها بقضية العرب الأولى (فلسطين)، ودعمها للمقاومة،وحزب الله ووقوفها في وجه المؤامرات التي تحاك لتفتيت المنطقة والاستيلاء على مقدراتها وحماية الكيان الإسرائيلي الغاصب». ومايجري اليوم في روسيا من تظاهرات هي مؤامرة خارجية..!!وأكد أن حربنا اليوم هي مع الأيفون ووسائل الإعلام والفيسبوك وهي العدو الأول لموسكو وللشعب الروسي  !!.... إن ما نسمعه اليوم من الخبراء الاستراتيجيين والمحللين الإعلاميين الروس هو نفسه الذي سمعناه ، في بداية أية ثورة من ثورات الربيع العربي ....
فهل يعقل أن تقوم ثورة تطالب مباشرة بإسقاط النظام !!، فكل الثورات تبدأ بمطالب إصلاحية وعندما لا تلبى يتم تصعيد المطالب مع تصاعد تعنت هذه الأنظمة والمباشرة في الحلول الأمنية .....؟؟.
وهل سوف نرى في القريب العاجل المصلين في الكنائس يجتمعون على أبوابها يهتفون بأعلى صوتهم يا بوتين يا جبان يا عميل الأمريكان؟؟..، الشعب الروسي ما بنهان؟؟.. ، والشعب يريد إعدام بوتين ؟؟...،.. ويا بوتين ما نك منا خود ميديتف وارحل عنا... ، ثم ينفضوا بعد عدة دقائق دون أن تتعرض لهم السلطات الروسية .!!أم أن مسيرة القمع الأمني الروسي سوف تتصاعد ضد المتظاهرين الروس حتى نرى أهالي موسكو لا يستطيعون دفن موتاهم .....!!وتبدأ مسيرة التعنت عند بوتين وصديقه الحميم تأخذ أبعادا أخرى .. وتنصّب اللعنة السورية على النظام الروسي  ....!!وينتهج النظام الروسي سياسة التدجيل ..ليتمكن من التهرب من التزاماته تجاه مواطنيه..!!
إن بوادر بزوغ الشتاء الروسي تلوح في الأفق مهما حاول النظام الروسي تجاهلها ، لأن هناك مطالب مشروعة للشعب الروسي يحاول بوتين وصديقه التحايل عليها، من خلال استخدام المحلل السياسي الشرعي للسماح لبوتين من الزواج مرة ثالثة مع الحكم الروسي بعد الطلاق البائن بينه وبين الرئاسة نتيجة استنفاذه المهل الدستورية  .
إن روسيا اليوم ليست بعيد عن الثورة السورية ، فقدرة الله في نصرة المظلومين من الشعبين السوري والروسي ليس لها حدود ولن تقف عند حدود سورية .
فمن يعادي الشعب السوري سوف يرى نتيجة ظلمة في عقر داره ، وفي القريب العاجل.
فهل يتدارك بوتين وضعه الداخلي والخارجي ويحاول قراءة التاريخ والجغرافية بمنطق مختلف، يراعي فيه المتغيرات الحديثة في أبجديات السياسة والاعلام  ؟.
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق