كل منا يراقب التحركات التركية والتصريحات والكثير منا يتسائل عن الاستراتيجية التي يتبعها أردوغان وأركان حكمه تجاه القضية السورية
فتركيا تربطها علاقات متينة مع نظام الأسد حتى تم وصفها بالعلاقات العائلية والشخصية بين اردوغان وبشار ولكن بعد انطلاق الثورة وتزايد وتيرتها ، وظهور الوجه الآخر لنظام الأسد على الملأ لم يستطع أردوغان الدفاع أمام الكم الهائل من صور القتل والتنكيل بالشعب السوري البطل، فبدأ بتصريحاته الخجولة والمترددة يظهر في كل حين يرفع نبرته ثم يغيب فترة ومن ثم يعود فيرفع نبرته مرة اخرى، دون أن تصل الى رفع الشرعية أو المطالبة بالتغيير وانما ضرورة الاسراع بالخطوات الاصلاحية ، والتوقف عن القتل وسحب الجيش من المدن ، وحماه خط أحمر ولكن هذا الخط كان عريضا جدا حيث غطى كامل مدينة حماة ، وامتد ليشمل كامل المدن، ولكن مداده كان من دم الأحرار في كل ركن من مدن سورية الجريحة.
ولكن تركيا في العهد الجديد سلكت في سياساتها وفق نظرية تقليل النزاعات الخارجية الى الصفر وبالتالي فإنها اليوم تحاول تطبيق نظريتها على علاقتها مع نظام الأسد بحيث يتم تقليل الخسائر مع النظام الى الصفر، ولكن معادلة النزاعات التركية السورية تتطلب تكافؤ بين المتغيرات التالية ( الديمقراطية التركية + العلاقات الاقتصادية التركية + العلاقات السياسية التركية + العلاقات العسكرية التركية ≠ الديمقراطية السورية + العلاقات الاقتصادية السورية + العلاقات العسكرية والأمنية السورية + العلاقات السياسية السورية0) إذا من البداية العلاقات كانت غير متكافئة وباعتبار أن نظام الأسد = الديمقراطية السورية + الاقتصاد السوري+ العلاقات السياسية السورية + العلاقات العسكرية والأمنية السورية وبالتالي إحتاج نظام الأسد لتقديم تنازلات كبيرة لتركيا كي تستقيم المعادلة ولذلك كانت المعادلة على الشكل التالي:
( تركيا = نظام الأسد + التنازلات)
و اذا أرادت تركيا أن تجعل المعادلة = الصفر تكون المعادلة على الشكل التالي:
تركيا – نظام الأسد – التنازلات = الصفر
وبالتالي وجب على تركيا الحفاظ على نظام الأسد كي تحافظ على التنازلات وفي حال تخلت تركيا عن نظام الأسد ، أو سقط النظام اختل توازن المعادلة واحتاجت تركيا الى متغيرات جديدة لتشكل منها معادلتها الجديدة تحافظ من خلالها على المكاسب ( التنازلات) التي اكتسبتها من نظام الأسد من قبل
وبما أن النظام قايض علاقاته مع تركيا من خلال تنازله عن اللواء ، ومنح الامتيازات اللامحدودة في مجال التجارة ، وتوكيله في قضايا مصيرية كبرى للتحدث بالنيابة عنه.
لذلك وجب على تركيا اعطاءه فرصة أخرى ليكمل بطشه وتنكيله في الشعب السوري، ولكن هذه المرة أعطاه فترة طويلة نسبيا ومعظمنا كان يتوقع من تركيا موقفا مساندا للشعب السورية ولكن في النهاية فإن تركيا ان لم تستدرك موقفها فإنها سوف تخسر الشعب السوري وسوف تخسر مكاسبها السابقة كلها.
تعلم أن ثمن اي موقف سيكون خسارتها لكل تلك المكتسبات ، والعودة لبناء منظومة العلاقات التركية السورية من جديد ، .
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق