سورية وخطة الحظر الجوي

دانت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية ضد المحتجين وانتهاكات حقوق الإنسان ، وذلك في تصعيد للضغوط الدولية على الرئيس السوري بشار الأسد.
وجاءت الإدانة في قرار حصل على 122 صوتا مقابل 13 صوتا وامتناع 41 عن التصويت، فيما اتهم مندوب سوريا في الأمم المتحدة الدول الأوروبية التي دعمت القرار وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا "بالتحريض على الحرب الأهلية". ، ومن جهة أخرى كشفت مصادر أوروبية رفيعة المستوى أن قصر الشعب وقيادات الأجهزة الاستخباراتية السورية الثلاثة، ومراكز الاتصالات العسكرية، ومخازن الذخيرة، ومنصات إطلاق صواريخ أرض - جو وأرض - أرض، والرادارات، ومقرات الفرقة الرابعة، ومنازل كبار المسؤولين والضباط الموالين للنظام السوري، وغيرها، كلها على لائحة أهداف الحظر الجوي والمراقبة الجوية التي ستقوم بها قوات عربية، ربما بمشاركة تركية وإسناد أمريكي.



وبحسب معلومات توافرت لصحيفة "الرأي" الكويتية قالت المصادر الأوروبية: "يمكن رصد الأهداف السورية المذكورة، وكشف تحركات القوات الأمنية بما يؤدي إلى شلل الآلة العسكرية لقوات الرئيس بشار الأسد، في أقل من 24 ساعة".

وتتقاطع المعلومات الأوروبية مع معلومات أمريكية مفادها أن قيادة الأركان التركية أبلغت المعنيين بالشأن السوري، في العواصم الحليفة بعدم جهوزية الجيش التركي للقيام بأي اجتياح لأراضي سورية محاذية للحدود التركية لإقامة منطقة عازلة تؤوي المدنيين الهاربين من العنف الذي تمارسه ضدها قوات الأسد.

وبخصوص الجهة التي ستقوم بالحظر الجوي، قالت المصادر: "مقاتلات عربية، وربما تركية، بإسناد لوجيستي أمريكي، وذلك في اليوم الذي تصدر فيه جامعة الدول العربية قرارًا، بموجب ميثاقها، بحماية المدنيين السوريين، ولا يشترط أن يلي الحظر الجوي اجتياح عسكري تركي".

وتقول مصادر عسكرية غربية: إن قيادات الأركان في عدد من عواصم العالم "نفضت الغبار" عن الخطة المعدة لسوريا و"حدثت من الأهداف، فتخلت عن بعضها وأضافت البعض الآخر".

وبشأن فوائد الحظر الجوي على سوريا، قالت المصادر العسكرية: "الحظر الجوي المقرر على سوريا سيقترن مع حظر على حركة الآليات العسكرية السورية، أي الدبابات وناقلات الجند، والمدافع، ومن شأن خطوة كهذه أن توقف حركة قوات الأسد وتشل مقدرتهم على القصف العشوائي للمدن عقابًا لسكانها على احتجاجاتهم السلمية".
وأضافت المصادر: "يمكن للحظر الجوي أن يقدم منطقة آمنة للجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش، وفي حال تأمين منطقة كهذه، لا ريب أن أعداد هؤلاء ستتضاعف".

وبالتالي فإن يوم الخميس القادم ربما سيكون حاسما ، في تحديد معالم جديدة للثورة السورية ، وسوف تمهد لمرحلة من التصعيد الثوري من المتوقع أن تكون قاسية على الأسد وأزلامة ، فهل يا ترى سوف يتسابق زبانية هذا الطاغية نحو الفرار الجماعي ، حاملين معهم ما خف حمله وغلا ثمنه ؟.

الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق