العصابة والساروت والمباراة المصيرية

بالأمس سعت عصابة الأسد جاهدة التغلب على حارس منتخب شباب سورية عبد الباسط ساروت بعد أن حاصرت القوات الغاشمة منطقة البياضة و أوغلوا  في قتل المدنيين .

إن قضية الساروت ليست فقط قضية معارض للأسد وطغمته، وليست مجرد ناشط سياسي يحرض أهالي البياضة على التظاهر ، إنه رمز الشباب الحمصي الذين رفضوا الظلم وخرجوا ينادون بالحرية والكرامة ، مضحيا مقابل  ذلك بكل مكتسباته التي حصل عليها ، ومؤثرا الوقوف بجانب أهله في حمص العدية .


إنه الآن الحارس الأمين ليس لمنخب شباب كرة سورية، بل هو الحارس الأمين لمنتخب شباب الثورة السورية، والتي تقود مباراة مصيرية مع الطغمة الحاكمة للأسد وشبيحته ، يحاول التصدي لجميع الأهداف المغرضة التي يحاولوا تحقيقها من خلال مساعيهم في إخماد ثورة حمص.

لقد نجح أمس في التصدي لهجمة خطيرة كادت أن تسجل أولى أهدافها في مرمى الثورة السورية ، من خلال اصطياده .

والمفارقة أنه في كل المباريات التي كان يخوضها هذا البطل كان الشعب السوري بأكمله يقف وراءه ويشجعه كي يدافع عن سمعة سورية في المحافل الدولية ، أما الآن فإن الذي يقف وراءه هم السوريون الأصليون ، السوريون الحقيقيون ، السوريون الأبطال ، الذين يستحقون أن ينتسبوا إلى سورية المستقبل ، والتي كانت على مر العصور بلد الحضارات والتعايش وعدم إلغاء الآخر ، بلد الانجازات ، بلد الأصالة .

فبدل أن تحافظ سورية على هذا الرمز البطل ؛ تحاول بشتى الوسائل شطبه من الحياة السياسية كي لا يتحول إلى رمز الشباب الثائر في وجه الطغيان .

لكل المتابعين للوضع السوري يمكنهم مقارنة الساروت وأقرانه – مع رمز المعارضة الذي ظهر علينا يحاول تسويق أفكاره من خلال قناة (الجزيرة مباشر) ( حسن عبد العظيم منسق هيئة التنسيق الوطنية) بكل ما أوتي من قوة الكلمة والحجة ، يدفع عن نفسه التهمة تلو التهمة ، تارة يلغي الثوار ، وتارة يشوه أفكارهم ، وتارة يتهمهم بعدم الوعي لحجم المخاطر ، وقد بدا خاويا على عروشه ، يتهاوى ، أمام بسالة الساروت وهو ينقذ المتظاهرين من براثن العصابة الأسدية ، في تلك اللحظة سقط القناع وبدت الحقيقة جلية لكل المشاهدين ، أنك لا تستطيع أن تتاجر بدماء الثوار مهما بلغت من الحجة والشكيمة ، وأن كل من يحاول السير عكس التيار سوف تلفظه الثورة بدون رحمة ، وبدون النظر إلى تاريخة ؛ مهما بلغ من الشموخ والعلو ، ففي هذا المعترك تتهاوى الصروح وتبنى من جديد .

إنه تسونامي سوريا لن يرحم أحد ( وأما الزبد فيذهب جفاء ، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) .

فهل يستطيع الساروت الزود عن سمعة الشباب السوري الثائر حتى تحقيق الفوز بالحرية ان شاء الله ؟.

الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق