تفجيرات حلب بين (؟) و (!)

يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ

في كل حادثة تفجير يقوم بها النظام في مقراته الأمنية ، والتي كان يحاول فيها تبرير وجود الجماعات الإرهابية التي يسعى جاهدا في محاربتها ، كنا نسارع لتكذيب هذه الأخبار ونحاول إيجاد مبررات ادعاءنا بأن النظام السوري يكذب ، ونفند الأدلة الجنائية الواحد تلو الآخر، و نجهد في تحليل الأدلة السياسية التي تبرهن على إجرام هذا الطاغية الفاشي، و لكن اليوم اجتمعت عزيمتان على ضرب المقرات الأمنية عزيمة الجيش الحر وعزيمة الطاغية ، ربما كانت إرادة الله في الانتقام من هؤلاء الظلمة هي التي سخرت حتى أدوات النظام في ضربهم .

اليوم تتسابق أيدي النظام في توظيف كل الظروف والملابسات لتظهر نفسها بمكان الضحية ، وهي تعلم علم اليقين أن لا أحد في هذا العالم يصدقها فيما تقول ، وإنما قصدت من وراء ذلك إعطاء ورقة تفاوضية لمن أيدها في مجلس الأمن ، لتوظيفها في محاورة الغرب.
الآن فقط تنتفض روسيا لتتهم الغرب بالتواطؤ لتأجيج الأزمة و بأنه يحرض على المزيد من سفك الدماء في سورية، بعد أن استلمت رسالة النظام السوري من تفجيري حلب.
وطبعا الرواية التي هي أقرب للواقعية والتي اعترف بها الجيش الحر ولم تعترف بها أدوات الطاغية الإعلامية ، أن إرادة الله شاءت أن تكون هناك عملية استباقية لأفراد الجيش الحر بغية إرباك عناصر الأمن وإشغالهم بأنفسهم قبل خروج المظاهرات في مدينة حلب ، لكن بنفس التوقيت ، كانت عصابات الأسد قد قررت تنفيذ نفس السيناريو الدمشقي الذي تم على فروع الأمن في حلب.
وكانت النتيجة، أن وقع رجال أمن الأسد ما بين ضربات رجال الجيش الحر والتي انتهت عمليتهم قبل ساعة من توقيت الانفجارين المعدين مسبقا من قبل أزلام الطاغية نفسه، وهم يطبقون شرعة الله التي تقول: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة:14-15]
و ما بين ضربات عصابات الأسد التي طبقت مرغمة شرعة الله التي تقول : (فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار)" [ سورة الحشر - الآية 2 ]
إن سنة الله التي تقضي بأن القاتل سوف يقتل سواء بيد الجيش الحر ، أو بيد أسياده من أزلام الطاغية هي سارية لا محالة ، فهل سيعتبر من بقي في عقله ذرة من تفكير ، ولا أقول في قلبه بقية من ضمير ، لأنني متيقن بأنه لا يوجد في صدر أي منهم بقايا ضمير .
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق