الثورة السورية بين مطرقة الجامعة العربية وسندان الدولة التركية

قبل نهاية كل أسبوع تتعالى أصوات وتصريحات من دول الجوار والدول العربية والغربية ، ظاهرها فيه الرحمة ومن داخلها العذاب لثوار سورية ، فهم منذ أكثر من خمسة اشهر يحملون أرواحهم على أيديهم ويخرجون يصرخون سلمية سلمية ، ينشدون وطن يعيشون فيه أحرار ، يتمتعون بديمقراطية يستكثرها عليهم الكثير من الدول الكبرى،
وللأسف فإنه ربما تشكيلة مجلس الأمن الحالية ، أو المصالح المتضاربة بين الدول الكبرى ، أو سوء الفهم عند بعض الدول في مجلس الأمن ، أو الصور المشوهة التي يصنعها النظام بيد جيشه ورجال نظامه وشبيحته ، من خلال عدم توفيرهم أحد ، سواء من الثوار أو المنشقين من الجيش أو الأمن وإلصاق التهم جزافا بالعصابات المسلحة، والتي لا توجد إلا في مخيلة النظام نفسه.
كل ذلك يمكن أن يصنع صورة قد تكون سببا في تأخير قرار الدول الغربية وأعضاء مجلس الأمن ، ولكن  هذا الأمر أبدا لا ينطبق على تركيا وجامعة الدول العربية ، فبالرغم من وقوف القناتين الأكثر مشاهدة ( الجزيرة والعربية ) مع الثورة ، ونقلها الصورة بحياد ، إلا أن الدول العربية خلدت في سبات عميق لا يسمع لها صوت ولا يؤلمها مشاهد الموت المريع التي تتناقلها الفضائيات عبر أثيرها، وأسوأ من كل ذلك كله تصريحات الغير أمين للجامعة العربية والتي تثير الاشمئزاز ، أما جارتنا الحنونة والتي تعزف سمفونيتها المتراتبة صعودا وهبوطا وهي التي تعلم كل شاردة وواردة عن جرائم النظام منذ بداية الثورة .
فبعد مهلة الأسبوعين التي منحتها لنظام الأسد للقضاء على الثورة والتي نفتها على استحياء بعد أن لقيت استنكارا واسعا في كل أرجاء الوطن ، لجأت إلى خيار آخر فبعد أن انكشف زيف المعارضة البائسة التي ما فتئت تتعارض مع ذاتها قبل أن تعارض نظامها ، أطلت علينا بمعارضة ذات وجوه جديدة لم يخبرها الثوار ولم يسمع لها منطق من قبل، كي تشكل منهم مجلسا مؤقتا ، لا ندري من يمثلون ، هل يمثلون أنفسهم أم لهم تمثيل حقيقي بين ثوار سوريا الأحرار ، وظهرت علينا بسيناريو جديد حول إجراء إصلاحات من خلال النظام وحاولت إشراك جامعة الدول العربية بتلك الرؤية ،  كي توهم العالم بوجود قبول لتلك الرؤيا ، في محاولة لفرض تلك الرؤيا على الثوار في الداخل، من خلال المجلس المؤقت الذي اخترعته لتحقيق مقاصدها في الحفاظ على النظام وتسويق بعض الإصلاحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع عند الشعب السوري ، فهو ما زال يعاني الأمرين من النظام وأزلامه ، لأن الثورة وقعت بين مطرقة الجامعة العربية والتي لا تمثل إلا أنظمتها وتدافع عن بقاءها ومصالحها، وبين سندان الدولة التركية والتي تحاول الحفاظ على مصالحها المرتبطة بوجود النظام ، ومفاد كل تلك المحاولات هو تأخير صدور آي قرار من مجلس الأمن وتجييره من أسبوع لأخر ، وإعطاء النظام الفرصة بعد الفرصة لفرض الحل الأمني على الشعب الثوري.
وقبول العطايا والهبات التي يمن علينا بها ولي أمرنا المزعوم ، لإضفاء الشرعية القانونية والإلهية والشعبية ، فهو المختار للتصرف بأمر العباد والزاد ، يرغي ويزبد ، يشد على يد من يسانده ، ويخاصم من ينتقده، ويحرم كل من يثور عليه من رغد العيش ، ونعمة الحياة الكريمة.
ولكن مهما طال الظلام فلا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، لأنه إذا الشعب يوما أراد الحياة       فلا بد أن يستجيب القدر

الدكتور حسان الحموي

هناك 4 تعليقات:

  1. كلام سليم ولكن الناس في الداخل ماذا عليهم ان يفعلو هل يرفعو لوحاتهم مطالبين اردوغان بعدم التدخل في شؤوننا ام يتركون الامر كما هو

    ردحذف
  2. متل ما قال الأخ شو العمل هلئ
    يعني لا غرب ولا عرب معناوأنا واثق ان الله معنا ولكن كثوار ما العمل كل يوم لا يقل عن 10 شهداء ومظاهرات مستمرة وبعدين؟؟؟؟

    ردحذف
  3. والله انا كثائر من اهل سوريا بدات افكر بشكل جدي بطلب التدخل الدولي ... إلى متى سنبقى رافضين التدخل الدولي ... إلى أن يقوم المجرم بإبادة نصف الشعب أو إلى متى ... ثانيا ما رأيناه من فظائع هذا النظام لم يفعلها قبله لا مستعمر ولا عدو .. فانا برايي التدخل الاجنبي هو الحل لحسم المعركة في سوريا ... وليبيا خير شاهد ودليل أمامنا

    ردحذف
  4. المعلق الكريم الذي يفكر بالتدخل الدولي أقول له: إن ثمن التدخل الدولي كبير جدا ولكن التدخل الدولي لن يطلبه الشعب السوري بل قد يفرض عليه جراء ارتكاب النظام لجرائم اكثر ولكن من الواجب على الثورة السورية أن تقوم ببعض الاجراءات قبل الوصول للتدخل الدولي وهي وللأمانة مقصرة في ذلك كثيراً وأول تلك الاجراءات العصيان المدني في المدن والقرى والأرياف والامتناع عن دفع الفواتير وتعطيل المعامل والمؤسسات والشركات العام منها والخاص كل ذلك سيضغط على النظام أقوى بمئات المرات من ضغوط العقوبات الاقتصادية الاوربية الوهمية

    ردحذف