أين هو صاحب الظل الطويل ....؟؟

نتذكر جميعنا مسلسل الأطفال الشهير صاحب الظل الطويل وبطلته الفتاة البريئة جودي أبوت، حيث انتشلها أحد الأغنياء من دار للأيتام ثم أرسلها لتكمل تعليمها في واحدة من أفضل وأفخم المدارس وكل هذا وهي لا تعرفه ثم نتابع قصة المسلسل الشيق والذي ينتهي بأن تتعرف جودي على صاحب الظل الطويل ويتزوجا في ختام المسلسل.



ولعل أفضل ما كان في المسلسل هو الرسائل الشهرية التي كانت ترسلها جودي لجون سميث أو صاحب الظل الطويل كما كانت تسميه، والتي تظهر للمشاهدين مدى الامتنان والعرفان الذي يفيض به قلب جودي للسيد جون سميث، وهذا ما نراه في الحلقة الأخيرة حين تسرع تحت الأمطار والسيول للقائه، كيف ولا وهو صاحب اليد الطولى والفضل العظيم في انتشالها مما كانت تعانيه.

أما اليوم وعلى أرض الواقع .... فالحال قد تغير ... فقد اختفى صاحب الظل الطويل ... وزاد بؤس ومعاناة جودي أبوت وصويحباتها وأصدقائها.

نعم فالثورة السورية التي تجاوزت العامين من القتل والقصف والتهجير والتدمير وأصبح اللاجئون السوريون في كل مكان حيث قدرت آخر إحصائية للشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد اللاجئين خارج سوريا بما يزيد عن مليون شخص نصفهم على الأقل من الأطفال دون سن 18 سنة.

ولم يجد هؤلاء الأطفال ظل طويل يمتد إليهم بالفيء والمال والدعم ليكملوا مسيرة حياتهم، ولم يجدوا من يقف معهم في محنتهم سوى بعض الجمعيات الخيرية التي مهما قدمت فإنها لن تسد الرمق ولن تنسي الطفل مرارة النزوح ومآسي الحرب وأهوالها.

وهنا يحق لنا أن نصرخ وبالصوت العالي ...

أين هو صاحب الظل الطويل  .... ؟

هل هو من الخليج العربي حيث يزيد عدد مليونيرات الخليج العربي عن خمسة وسبعين ألف شخص ..؟؟

أم هو من السوريين المغتربين سواء في البلاد العربية أم الأجنبية، وهؤلاء لو أفاضوا على السوريين مما رزقهم الله لما وصلنا لبؤس الزعتري ..؟؟

أم هو من أغنياء ومقتدري سوريا في المناطق الهادئة مثل الساحل والسويداء وبعض مدن القلمون وغيرها والذين مازالوا يعيشون في سوريا قبل 2011 ..؟؟

أم هو من أغنياء ومقتدري الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان ومصر ..؟؟

أم أن صاحب الظل الطويل سيكون فقط أنجلينا جولي وزوجها براد بيت الذين قررا تبني طفلة سورية من مخيم الزعتري، وما رافق ذلك من استنكار كثير من الناس للخوف على الطفلة السورية من التنصير، ولا أدري هل الخوف من التنصير أكبر من الخوف من الموت إهمالاً وفقراً وجوعاً.

وحتى لا يفهم أحد أن المقصود من مقالتي هذه دعوة لتبني الأطفال السوريين، فإني أوضح أن المقصود ليس التبني ولكن الكفالة والدعم والمساندة خاصة لأطفال الشهداء، وأذكر بحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما " وقوله أيضاً: "من جهز غازيا في سـبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سـبيل الله في أهله بخير فقد غزا".

هناك تعليقان (2):

  1. كلام رائع لكننا نأمل من الله صاحب الفضل الطويل ان يمن علينا ويفرج ما بنا ويردنا الى سوريا والكل بخير

    ردحذف